ما وراء نجاح الشركات الرائدة

لم يأتِ النجاح يومًا من فراغ، ولم تكُن أيٌّ من الشركات الناجحة في العالم اليوم هكذا منذ نشأتها. وإنما عانى أصحابها الكثير من العقبات، وواجهوا العديد من التحديات، التي شملت على سبيل المثال لا الحصر سخرية المحيطين، وضعف التمويل، وضيق الوقت. إلا أن إصرارهم وإيمانهم بأفكارهم حول تلك الأفكار مع مرور الوقت إلى شركات ناجحة يتطلع العالم كله إليها بانبهار. وها نحن اليوم نستعرض ما وراء نجاح الشركات الرائدة هذه، وكيف انطلقت فكرتها، لعلها تكون مصدر إلهام للكثيرين.

ما وراء نجاح الشركات الرائدة

طالما كان وراء نجاح الشركات الرائدة قصص كفاح ملهمة، فالنجاح الحقيقي لم يورَّث يومًا، ولم يكُن وليد الصدفة. وإنما ينتج عن إيمان الفرد بنفسه وقدراته، الذي يدفعه دائمًا إلى السعي والتميُّز. وها هي قصص نشأة مجموعة من أنجح الشركات العالمية في عصرنا الحالي:

1- Facebook

ما وراء نجاح الشركات الرائدة
ما وراء نجاح الشركات الرائدة

هل فكرت يومًا كيف كانت بداية تطبيق الفيس بوك؟! التطبيق الأشهر والأكثر شعبية بين منصات التواصل الاجتماعي؟! فقد كانت البداية الأولى له عندما فكر مارك زوكربيرج الطالب بالسنة الثانية في جامعة هارفارد، والذي لم يتجاوز عمره التاسعة عشر عامًا، في إنشاء تطبيق متواضع يتواصل من خلاله طلاب جامعته فقط مع بعضهم البعض. فنجح الأمر، مما شجع على تطويره قليلاً ليشمل طلاب الجامعات الأخرى. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد تلقى التطبيق الاستثمار الأول له عام 2004 من بيتر ثيل أحد كبار رواد الأعمال والشريك المؤسس لشركة باي بال، ليُصبح بذلك داعمًا ماليًّا وعضوًا في مجلس إدارة فيسبوك الذي ذاع صيته عالميًّا وانتشر استخدامه.

2- Twitter

ما وراء نجاح الشركات
ما وراء نجاح الشركات الرائدة

ومن جامعة هارفارد إلى جامعة نيويورك، حيث يدرس الطالب الجامعي جاك دورسي، الذي قدم فكرة استخدام العبارات القصيرة للتواصل بين مجموعة من الأفراد، ليكون الظهور الأول لهذا التطبيق في صورة مشروع بحثي لشركة أوديو. ثم ينطلق بعده للاستخدام العام في شهر أكتوبر لعام 2006. ومرت الأعوام تباعًا، وأخذ التطبيق في التطور شيئًا فشيئًا، حتى أصبح تويتر في شكله الحالي الذي يعرفه الملايين من مختلف أنحاء العالم، ويستخدمونه يوميًّا للتواصل ونشر التغريدات.

3- Linkedin

ما وراء نجاح الشركات الرائدة
ما وراء نجاح الشركات الرائدة

أما عن منصة التواصل الاجتماعي الأكثر رسمية، والتي تضم الكثير من العاملين ورواد الأعمال حول العالم، وتتيح فرص التواصل فيما بينهم، فقد كانت بدايتها عام 2002 حين دعا ريد هوفمان مجموعة من زملائه القدامى للعمل على فكرة جديدة. فما كان منه إلا أن أطلق Reid LinkedIn عام 2003 تحديدًا، وشجع حوالي 350 فردًا من جهات اتصاله على الانضمام إلى شبكته بعد إنشاء ملفات تعريف خاصة بكلٍّ منهم. وبطبيعة الحال كان الإقبال ضعيفًا في البداية، حتى بدأ في الانتشار ونال حصته من استثمار مجموعة شركات سيكويا كابيتال.

4- WhatsApp

ما وراء نجاح الشركات
ما وراء نجاح الشركات الرائدة

لم يعد هناك هاتفًا يخلو من تطبيق الواتساب، الذي يعرف بتقديمه تجربة مستخدم جيدة وسهلة وخالية من الإعلانات وغيرها من عوامل التشتت التي طالما ظهرت في التطبيقات الأخرى. وقد كان هذا هو الهدف الأساسي للزميلين جان كوم وبريان أكتوم اللذين عملا معًا في ياهو، ثم تركا العمل به محاولان التفكير في مشروع جديد يُحقق تجربة مستخدم سهلة وموثوقة. وبعد الكثير من التحديات والعقبات تمكنا من إطلاق تطبيق يحمل المواصفات التي طالما حلما بها عام 2009م.

5- Snapchat

ما وراء نجاح الشركات الرائدة
ما وراء نجاح الشركات الرائدة

كثيرًا ما يمثل الأصدقاء الطموحين مصدر إلهام وتشجيع لبعضهم البعض. فعندما نبحث عن انطلاق تطبيق سناب شات الشهير، نجده نتاج فكر الأصدقاء الثلاثة إيفان شبيجل وريجي براون وبوبي مورفي، الذين عملوا معًا على إنشاء تطبيق أسموه في البداية Picaboo. إلا أن خلافًا نشب بين ريجي من ناحية وإيفان وبوبي من ناحية أخرى، فطلب الأخيران من ريجي المغادرة، ثم قاما بتغيير اسم التطبيق إلى Snapchat.

6- Pinterest

ما وراء نجاح الشركات
ما وراء نجاح الشركات الرائدة

لا يُمكننا الحديث عن نشأة تطبيق بينترست ونجاحه دون الرجوع إلى منشئ هذا التطبيق، وذِكر ما حدث في حياته من تحول جذري من جراء اتباع شغفه، الذي دفعه إلى ترك مهنة الطب التي ورثها عن والديه والعمل لصالح جوجل. إنه بين سيلبرمان، الذي أدرك أنه لن يستطيع امتهان الطب بعد التحاقه بالجامعة. فكان نتيجة اهتمامه بشغفه واتباعه له أن توصل مع اثنين من أصدقائه إلى إنشاء موقع إلكتروني، يُتيح للأشخاص عرض مجموعات من الأشياء التي يهتمون بها في لوحة تفاعلية. فكان الانطلاق الأول لتطبيق بنترست عام 2009م.

7- Instagram

ما وراء نجاح الشركات الرائدة
ما وراء نجاح الشركات الرائدة

أما عن انستقرام، التطبيق الأشهر في نشر الصور ومقاطع الفيديو، فكانت بدايته عندما بدأ مؤسسه كيفين سيستروم خريج جامعة ستانفورد في استغلال عطلاته الأسبوعية لإنشاء تطبيق يُتيح نشر الصور ومشاركتها. وقد أسماه في البداية Burbn. وما هي إلا أيام قلائل حتى تعرَّف كيفين على مايك كريجر الذي كان أحد المستخدمين الأوائل لهذا التطبيق، والذي تحوَّل على الفور من مجرد مستخدم إلى مؤسس مشارك في هذا التطبيق، وتم تغيير اسمه إلى Instagram.

8- Angry Birds

ما وراء نجاح الشركات
ما وراء نجاح الشركات الرائدة

لا بد أنك قد قضيت وقتًا ممتعًا ذات يوم وأنت تُمارس هذه اللعبة المُسلية، أو سمعت عنها من أصدقائك ومعارفك، فأدركت مدى نجاحها وانتشارها. لكن هل تساءلت يومًا عن عدد مرات الفشل التي واجهت مصممي هذه اللعبة؟! إنها 51 محاولة فاشلة لشركة روفيو لتطوير الألعاب، حتى أنها أوشكت على الإفلاس، لتأتي المحاولة رقم 52 فتُصبح ميلادًا جديدًا لمؤسسي الشركة، الذين كانوا واثقين من قدرتهم على تقديم شيئًا مميزًا وناجحًا رقم كل المعوقات.

9- Uber

ما وراء نجاح الشركات الرائدة
ما وراء نجاح الشركت الرائدة

الحاجة أُمُّ الاختراع؛ مقولة تتناقلها الأجيال ويؤكدها الواقع.. فكانت نتيجة معاناة كلٍّ من ترافيس كالانيك وغاريت كامب مع العثور على سيارة أجرة بعد حضورهم مؤتمرًا في باريس، أن فكرًا مليًّا في التوصل إلى حلٍّ لهذه المشكلة المُلحة، يُتيح للجميع إمكانية العثور على سيارة أجرة في المكان المناسب وفي الوقت المناسب. وهو ما تمخَّض عنه فكرة مشروع أوبر الذي لاقى فيما بعد رواجًا كبيرًا ونجاحًا منقطع النظير.

10- AirBnB

ما وراء نجاح الشركات الرائدة
ما وراء نجاح الشركات الرائدة

والآن نتحدث عن أحد أشهر مواقع السفر ، والذي يهتم بعرض تجارب السفر وأماكن الإقامة في مختلف أنحاء العالم، ليُحقق بذلك أرباح هائلة. فقد كانت بدايته في صورة مدونة متواضعة لشابين لم يتمكنا من دفع إيجار شقتهما في سان فرانسيسكو. ومع التفكير في طرق كسب العيش، توصلا إلى إنشاء مدونة بسيطة عن السفر. وبعد نجاح متواضع قررا تطوير الموقع والعمل عليه بشكل أكثر جديَّة مستعينين بأحد مطوري المواقع الذي أصبح شريكًا ثالثًا لهم فيما بعد، حتى صار الموقع إلى ما هو عليه الآن من نجاح وتألق.

كلمة أخيرة

لم يقتصر النجاح يومًا على الأبطال الخارقين، ولم يتطلب العثور على مصباح علاء الدين. فكلٌّ منا بإمكانه تحقيق حلمه طالما أنه مؤمن به وبقدرته على تحقيقه، مهما بدا ذلك الحلم مستحيلاً أو بعيد المنال. فما عليك سوى البدء بعزيمة وإصرار. وتذكَّر دائمًا أنك لست وحدك، ولستَ مطالب بإتقان كل ما يحتاجه مشروعك من مهارات؛ إذ يوفر لك موقع كفيل للخدمات المصغرة والمسابقات مجموعة متنوعة من الخدمات في كثير من المجالات وبأسعار تنافسية، ابدأ الآن في تصفحها واختَر ما تحتاجه من بينها للنهوض بمشروعك.

 

المصدر: ترجمة بتصرف من arkenea

اظهر المزيد

أميرة فهمي

أميرة فهمي مترجمة وكاتبة، أهتم بالعمل الحر وكل ما يلزمه من مهارات، وأسعى إلى نشر تلك الثقافة بين المجتمعات العربية، وقد أُتاح لي التدوين في مدونة كفيل هذه الفرصة.

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى