السرد القصصي ومدى فاعليته في عملية التسويق الرقمي

هل تعلم عزيزي القارئ أن استخدام السرد القصصي في عملية التسويق كفيل بأن يُزيد من قيمة ومكانة العلامة التجارية عشرون ضعف قيمتها؟ هل تعلم أن أكثر من 90% من المستهلكين ينجذبون للإعلانات المُتخذة شكل السرد القصصي عن غيرها؟ نعم عزيزي القارئ، هذه الحقيقة فاستخدام السرد القصصي في عملية التسويق بمثابة العصا السحرية التي تحفر علامتك التجارية بأذهان العملاء المستهدفين.

مفهوم السرد القصصي

سواء كُنت صاحب علامة تجارية أو مستهلك عادي، فبكل تأكيد أنك قد شاهدت الكثير من الإعلانات التي تروي قصة ما، وذلك بهدف الترويج لمنتج معين، وإذا حاولنا وضع تعريف لهذا السرد يُمكننا القول بأنه القيام بعملية دمج بين مجموعة من الحقائق والمعلومات وعرضها في شكل سرد، وذلك من أجل خدمة فكرة معينة وتوصيل رسالة ما للجمهور، مع العلم أن تلك القصص التي يتم سردها قد تكون حقيقية وحدثت بالفعل، وقد تكون من وحي خيال المسوق.

وقد ذكرنا في أحد المقالات السابقة التي تحمل عنوان فن التسويق الناجح أن التسويق فن وعلم في نفس الوقت؛ وكذلك هو الحال بالنسبة للسرد القصصي، فباعتباره أحد الأساليب التسويقية فهو يتطلب المزيد من الإبداع والممارسة من أجل القدرة على خلق قصة متكاملة العناصر وتُحقق الهدف الرئيسي منها.

لماذا يُعد السرد القصصي أمر فعال في عملية التسويق؟

قبل الحديث حول مدى فاعلية السرد القصصي في عملية التسويق، دعني أوجه لك تساؤل بسيط للغاية، بكل تأكيد أنك شاهدت الكثير من الإعلانات خلال الموسم الرمضاني السابق، فأي هذه الإعلانات تتذكره الآن؟

بالرغم من عدم معرفتي بك الشخصية، إلا أنني على شبه يقين بنسبة 90% أن إعلان التبرع لمصابي الحروق هو الذي تطرأ في ذهنك على الفور، كون أن هذا ما حدث معي عندما توجهت بنفس التساؤل لمعظم أصدقائي والمحيطين بي، حيث كان هناك شبه إجماع بأن القصص التي تم سردها في هذا الإعلان لمست عواطفهم بشكل كبير كما أنه أصبح من الإعلانات التي لا يمكن محوها في الذاكرة، وعند تأملنا في الأمر نجد أن هذا الإعلان اعتمد بشكل كلي على السرد القصصي مستخدمًا قصص حقيقية، وهو ما جعله خالد للأبد في الأذهان بالرغم من مشاهدة مئات من الإعلانات.

  • تبسيط المفاهيم المعقدة

في الكثير من الأحيان قد يكون الإعلان لمنتج به الكثير من التفاصيل المعقدة التي يصعب على الجزء الأكبر من العملاء المستهدفين فهمها، وذلك مثل المنتجات التقنية والطبية، وهنا يعمل السرد على هيئة قصة على تبسيط الرسائل والمفاهيم الصعبة، حيث يربط المفاهيم المجردة بأخرى ملموسة.

  • يعمل على تحريك عواطف العملاء

مهما اختلفت خلفياتنا وثقافتنا جميعًا، فنحن كبشر نشترك في شيء واحد وهو العواطف، حيث نشعر بالحزن في المواقف الحزينة والفرح في المناسبات السارة وهكذا، وبالتالي فأن القصص تُعتبر عامل مشترك بين جميع الأشخاص، وقادرة على تحريكهم وتفاعلهم معها أكثر من أي وسيلة أخرى.

  • الإلهام والتحفيز

كثيرًا ما تعمل القصص على إلهام الأشخاص وتحفيزهم، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على العلامة التجارية صاحبة الإعلان، فعلى سبيل المثال نجد أن أحدى الشركات العالمية تعتمد في إعلاناتها على سرد قصة مؤسسها، فهي بذلك تعمل من ناحية على تحفيز العملاء وفي نفس الوقت تقنعهم بأن علامتهم التجارية هي الأفضل وتستحق الشراء.

العوامل الأساسية لنجاح أي قصة تسويقية

كما ذكرنا في أحد المقالات السابقة تحت عنوان عناصر المزيج التسويقي الإلكتروني أن عملية التسويق بوجه عام تتطلب توافر مجموعة من الصفات والعوامل الأساسية لكي تكون فعالة، وكذلك هو الحال أيضًا بالنسبة للسرد القصصي، فلكي تأتي القصة بثمارها لابد أن تكون مسلية تعمل على جذب العملاء المستهدفين، وفي نفس الوقت تعمل على خلق الفضول بداخله حتى يكون متشوق ومُتلهف لمعرفة النهاية، كما إنه يجب عرضها بشكل مُنظم ومرتب وذات تسلسل منطقي للأحداث، وفضلًا عن كل ذلك لابد أن تعمل القصة على خلق انطباع وآثر بداخل المشاهدين.

وهنا تجدر بينا الإشارة إلى أن موقع كفيل للخدمات المصغرة والمسابقات يشمل على قسم التسويق الإلكتروني الذي يشمل على مئات من المحترفين في عملية التسويق حيث يمكنهم مساعدتك في اطلاق إعلانات ابتكارية تستطيع أن تتفوق بها على منافسيك وتضاعف من نسبة مبيعاتك.

اظهر المزيد

نجلاء مصباح

نجلاء مصباح حاصلة على بكالوريوس سياسة واقتصاد جامعة بني سويف لعام 2017، وأعشق التدوين والكتابة بحس إبداعي منذ نعومة أظافري وهو ما دفعني لاتخاذ التدوين عمل رئيسي لي، حيث أعمل بمدونة كفيل بالإضافة لبعض المواقع الإلكترونية الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى