شهدت الآونة الأخيرة ظهور الكثير من الأخبار المتداولة عن أزمة نتفليكس وتعرض الشركة لعدد كبير للغاية من الخسائر المالية، وذلك ما جعل المستخدمين يتساءلون عن الأسباب التي أدت لهذا الأمر، فمن المعروف عن هذه المنصة أنها تعتبر واحدة من أقوى منصات البث الرقمي وإنتاج الأفلام والمسلسلات والأعمال الفنية بشكل عام، والمعروف أيضاً عنها أنها دائماً ما تجذب محبي الترفيه نحو الاشتراك بها بالرغم من وجود الكثير من المنصات الأخرى التي تقدم أعمال أجنبية وعربية أيضاً، وعبر مقال اليوم سنجيب على هذه الأسئلة بالكامل وسنكشفك لك عزيزي القارئ عن قدر الخسائر التي تعرضت له منصة نتفليكس والأسباب التي أدت لتلك الأزمة.
ما هي منصة نتفليكس؟
يعود تأسيس شركة نتفليكس إلى نهاية القرن الماضي، حيث تم تأسيسها رسمياً في العام 1997 وتحديداً بشهر أغسطس، وكان المقر الرسمي لها يقع داخل ولاية كاليفورنيا، وبمرور الوقت توسعت الشركة بشكل ملحوظ حتى بدأت تتضخم وتقدم أعمال فنية قوية جذبت الكثير للاشتراك بها، وكان ذلك قد بدأ مع فترة العام 2013، حينما قررت الشركة إنتاج أفلام ذو أفكار حديثة وقامت بعمل مسلسلات ومواسم لها، ومع حلول العام 2017 كان التوسع قد زاد بشكل كبير، ومع حلول العام 2018 تم الإعلان رسمياً من قبل الشركة أن عدد المشتركين بها قد بلغ إلى 137 مليون مشرتك من كافة أنحاء العالم، وشهدت هذه الإحصائية تواجد 58 مليون مشترك من داخل الولايات المتحدة الأمريكية فقط.
أزمة نتفليكس
إن كنت تتساءل عن أزمة نتفليكس فتأكد عزيزي القارئ أن هذه الأمر ليس مجرد شائعة، بل أنه حقيقة قد حدثت بالفعل، حيث أن الشركة تعرضت لخسائر فادحة خلال الآونة الأخيرة، لكنها كانت تحقق نجاحات تساعدها على العودة مرة أخرى، ومؤخراً وعلى وجه التحديد يوم الثلاث الماضي الموافق 19\3\2022 تعرضت الشركة لخسارة مالية كبيرة كانت هي الأكبر على الإطلاق، حيث وصلت إلى 50 مليار دولار وذلك بعدما فقدت الشركة عدد كبير من المشتركين لديها، ولم تقف الأزمة على هذا النحو، بل أن مغادرة المشتركين بهذا الكم الكبير، أدت إلى انخفاض أسهم الشركة بنسبة بلغت 35%.
أزمة نتفليكس وخسارة المشتركين
الجدير بالذكر أيضاً أن الشركة خسرت أكثر من 200.000 ألف مشترك مع بداية الربع الأول من هذا العام، وذلك بسبب أمور مختلفة واجهت المشتركين مثل سوء الأعمال الفنية على المنصة أو اعتماد الشركة بشكل متكرر على وضع أفكار غير مناسبة لجميع الفئات أو لجميع الشعوب، بالإضافة إلى عدة أمور أخرى مثل الذهاب إلى المنصات الأخرى التي لا تحتاج إلى اشتراك كبير، وأخيراً تعليق خدمة الشركة في روسيا بسبب الأحداث الأخيرة من الأمور التي أثرت بصورة كبيرة حيث أن المنصة قد فقدت عدد من المشتركين الروسين تجاوز الـ 700 ألف مشترك.
خسائر متوقعة
لم تقف الخسائر على هذا الحد وحسب بل من المتوقع أيضاً أن تفقد الشركة عدد أكبر من المشتركين وعدد أكبر من المستثمرين، وذلك بعد انهيار السهم الخاص بها بالبورصة بعد الأحداث الأخيرة، ويتوقع الخبراء أن عدد كبير من المشتركين سيقومون بإلغاء الاشتراك من منصة نتفليكس وذلك ما سيشكل تهديد وخطر كبير على الشركة، حيث سيؤدي هذا الأمر إلى خسائر مالية أكبر وسيؤثر على سهم الشركة في البورصة بشكل أكبر بكثير، كما أن الشركات المنافسة وفرت خطط مدفوعة أكثر تناسباً لجميع المشتركين، حيث أنها أقل تكلفة وتحتوي على عروض قوية، ويتوقع الخبراء أن شركة نتفلكس قد تقدم عروض جديدة محاولة لإيقاف هذه الخسائر وجذب المشتركين من جديد.
أسباب أزمة نتفليكس والخسائر الفادحة
في الواقع استطاعت شركة نتفليكس أن تحقق نجاحات كبيرة على مدار الآونة الأخيرة وذلك بسبب الأعمال القوية التي قدمتها والتي تسببت بزيادة عدد المشتركين، وأدت أيضاً إلى أرباح ضخمة، فعلى سبيل المثال كان لمسلسل لعبة الحبار الكوري دور كبير في نجاح المنصة مؤخراً وانجذاب المشتركين بصورة أكبر نحوها، لكن بالرغم من ذلك إلا أن هناك أسباب عديدة أدت إلى حدوث أزمة نتفليكس وتعرض الشركة لهذا القدر الكبير من الخسائر، وتأتي تلك الأسباب فيما يلي:-
1- أعمال سيئة
الشهرة الكبيرة التي لحقت بمنصة نتفليكس كانت بسبب الأعمال القوية التي قدمتها بالسنوات الماضية والتي كانت تقوم على أفكار لا مثيل لها وممتعة بالفعل، والميزة الأبرز أن الشركة كانت تستثمر في هذا الأمر وحينما تجد مسلسل قد حقق نجاحاً كبيراً فإنها تقوم بعمل موسم جديد له بشكل أقوى، لكن مؤخراً لم تقدم المنصة إلا الأعمال السيئة التي لم تنال إعجاب أي مشترك، وبسبب تلك الأعمال التقليدية والمملة بعض الشيء، فإن الكثير من المشتركين قرر مغادرة المنصة والبدء بتسجيل اشتراك في منصات منافسة بدأت تقدم أعمال قوية وتنافس بشكل كبير، والجدير بالذكر أن هناك فيلم عربي طرح مؤخراً على المنصة كان يتناول أفكاراً غير مقبولة على الإطلاق، وبسبب هذا الفيلم فإن الكثير من المشتركين العرب قرروا إلغاء الاشتراك والتعامل مع تلك المنصة.
2- الترويج لأفكار غير مقبولة
لا يمكن الجزم بأن هذا الأمر هو سبب رئيسي في حدوث أزمة نتفليكس لكن يمكن التأكيد أنه كان من الأسباب التي أدت إلى سحب إلغاء الاشتراك من جانب الكثير من المشتركين وعلى وجه التحديد داخل الشرق الأوسط، لاسيما وأن منصة نتفليكس تتناول الكثير من الأفكار الغير مقبولة على الإطلاق داخل مجتمعاتنا، والتي تؤثر بشكل أو بآخر على المجتمعات العربية، لذلك قرر الكثير سحب الثقة من المنصة وعدم الاشتراك بها مجدداً وذلك لعدم توافق هذه الأفكار مع مجتمعاتنا سواء من الناحية الدينية والعادات والتقاليد أيضا مثل للشذوذ الجنسي والأفكار الإلحادية التي تتناولها طوال الوقت، وبالرغم من شكوى المشتركين العرب من ذلك إلا أن الشركة لم تقم بتغيير سياستها حتى وقتنا الحالي.
3- تخوف المستثمرين من خسائر أكبر
فتحت شركة نتفليكس باب كبير للمستثمرين كي يبدؤون باستثمار أموالهم داخل المنصة والمساهمة في إنتاج وطرح أعمال فنية قوية وتحقيق الأرباح من خلال ذلك، وكان من المتوقع أن يتسبب هذا الأمر بنجاح الشركة بشكل أكبر وتفوقها على جميع المنصات الأخرى، بالإضافة إلى زيادة معدل النمو لديها بشكل مخيف قد يكون مشابه تماماً لما حدث مع منصة فيس بوك ومنصة جوجل ويوتيوب، وأكدت الشركة على المستثمرين أنها لديها القدرة على جذب أكبر قدر ممكن من المشتركين طوال الوقت، وكانت هذه الفترة تشهد وجود 800 مليون مشترك بالقناة، وحققت الشركة الوعد المتفق عليه فيما بعد، لكن مؤخراً فإن المستثمرين بدأوا يبتعدون عن الاستثمار مع الشركة خوفاً منهم عن المجهول الذي قد يضرب الشركة ويجعلها تتأثر بشكل أكبر، خاصة وأن المؤشرات بالوقت الراهن سلبية بشكل كبير ومن المتوقع حدوث خسائر أكبر.
4- تسريب الأعمال
ضمن الأسباب التي لا يمكن التغافل عنها والتي يجذب ذكرها لكونها كانت من العوامل التي ساهمت في عدم اشتراك الكثير من المستخدمين بالمنصة هي تسريب الأعمال المتوافرة عليها، حيث أنه كان يتم تسريب المسلسلات والأفلام عقب أن يتم طرحها مباشرة داخل المنصة، وعقب ذلك يتم وضعها في وسائل أخرى، وهنا تصل إلى المستخدم بشكل مجاني دون أن يحتاج إلى تفعيل أي اشتراك بالمنصة.
كلمة أخيرة
كانت هذه هي أبرز الأسباب التي أدت إلى تعرض منصة نتفليكس إلى هذا الكم الهائل من الخسائر بالآونة الأخيرة، وبحسب المؤشرات فإن الشركة تحتاج إلى تعامل احترافي ودراسات عديدة للتخلص من هذه الأزمة والعودة من جديد.