تصميم سيرةٍ ذاتيةٍ احترافيةٍ يسهّل مهمة الحصول على الفرصة الملائمة، رغم أن الحصول على الفرصة الأنسب يزداد صعوبة مع تقدم الوقت، وازدياد تعقيدات الحياة، لذلك فإن تصميم السيرة بشكل احترافي صار أمراً ضرورياً، فهذه الصفحة أو هاتين الصفحتين في السيرة الذاتية سيعطيان عنك انطباعاً أولياًّ لصاحب العمل، أو المنظمة الدراسية التي ستتقدم لها. وسيسهم تصميم السيرة الذاتية الاحترافية إما في ترشيحك لمقابلة حتى تحصل على هذه الفرصة، أو في استبعادك نهائياً، لهذه الأسباب يجب أن نعرف ما هي السيرة الذاتية الاحترافية.
مفهوم السيرة الذاتية الاحترافية
تعرف السيرة الذاتية الاحترافية بأنها تلخيص لكافة المهارات والخبرات التي تستطيع القيام بها، وكذلك المؤهلات العلمية التي تملكها. إضافة إلى الكورسات والدورات التدريبية أو المساقات التي قمت باتباعها، والتي تسهم في تحسين سيرتك الذاتية، وتهدف إلى إظهار كل ما لديك بإيجاز، وستكون بمثابة بطاقة تعريفية لمؤهلاتك لدى الجهة التي تتقدم لها، مع ملاحظة أنها ليست الوثيقة الوحيدة التي تحتاج لتقديمها، فغالباً ما تحتاج إلى إرفاقها مع حقيبة الأعمال- والتي سنتحدث عنها في وقت لاحق- وذلك عند التقدم لفرصة عمل، أو سترفقها مع رسالتي الدافع والتوصية اللتين ستحتاجهما عند التقدم لفرصة دراسية -كذلك سنتناولهما لاحقاً- وسنتعرف الآن إلى كيفية كتابة السيرة الذاتية الاحترافية أول مرة.
ممَّ تتألف السيرة الذاتية الاحترافية؟
كما ذكرنا سابقاً فإن إنشاء السيرة الذاتية الاحترافية صار ضرورةً في ظل المتطلبات المهنية شديدة الدقة وسريعة التزايد، لذا فإن عليك أن تعرف تماماً وبشكل دقيق ما الذي يجب عليك أن تضعه في السيرة الذاتية التي تقوم بإنشائها.
معلومات التواصل:
- الاسم والكنية: عليك أن تلاحظ أن الاسم والكنية يجب أن يطابقا الاسم والكنية في جواز السفر.
- البريد الالكتروني: في حال وجود أكثر من بريد الكتروني تستخدمه، يجب أن تكتب الأكثر استخداماً.
- الموقع: عنوان تواجدك.
- رقم الهاتف: مسبوقاً برمز البلد، إن كنت ترسل السيرة الذاتية إلى جهة خارجية.
- رابط حساب لينكد إن: في حال التقديم على فرصة عمل.
الهدف من السيرة الذاتية:
هي فقرة يفضل أن تكتبها لوحدك-إذ يمكن أن تستعين بخبير-لكن لا ينبغي عليك أبداً أن تسمح لأحد بأن يكتبها كاملةً لك، فهذه الأسطر القليلة ينبغي أن تعبر عن الهدف الذي أدى لتقديمك على هذه الفرصة، وهي تشبه إلى حد ما رسالة الدافع، لكنها يجب أن تكون أكثر إيجازاً وتكثيفاً، ويجب أن تحتوي على بصمتك الخاصة، وتعطي انطباعاً خاصاً عنك.
الشهادات الأكاديمية:
إن امتلاك شهادة أكاديمية في المجال ذاته التي تتقدم إليه بسيرتك الذاتية يعد أمراً في غاية الأهمية. رغم أن كبرى الشركات قد أسقطت هذا الشرط من قائمة شروطها واستعاضت عنه بالخبرة العملية. إلا أن أحداً لا يستطيع أن ينكر مدى مساهمة الشهادة الأكاديمية في دعم السيرة التي تقدمها. ويجب عليك أن تذكر اسم الدرجة التي تملكها (إجازة في الأدب العربي، ماجستير في الهندسة المدنية..)، واسم الجهة التي حصلت منها على شهادتك، والبلد الذي توجد فيه هذه المنظمة الدراسية.
الخبرات العملية والتطوعية:
إن لم تتوفر لديك خبرة عملية-كحال الخريجين الجدد- فتلك هي المهمة الأصعب عند كتابة سيرتك الذاتية. وهنا عليك أن تركز على شهادتك العلمية. والمواد التي قمت بدراستها خلال المرحلة الجامعية. وتحدث قليلاً عن مهاراتك، والأمور التي تجيد القيام بها.
كذلك يمكنك التعويض عن الخبرة العملية بالكتابة عن الهوايات التي تملكها، فإن هذا سيمكن الجهة التي تقدم لها السيرة الذاتية من معرفة الجوانب الهامة في شخصيتك، وماهية الأمور التي تشغل وقتك.
أو عليك الاتجاه للحل المضمون وهو التطوع، فاكتب عن الخبرة التطوعية التي تملكها وإن لم تكن لديك فابدأ بالتطوع فوراً مع ملاحظة أن التطوع قد يكون مأجوراً، أو دون مقابل مادي، لكن المكسب الأكبر سيكون إثراء سيرتك الذاتية بشهادات قد تكون أجنبية ومعترف بها، إذا كان التطوع مع جهة أجنبية، وهنا يجب لفت الانتباه إلى أن التطوع قد يكون عملياً(على أرض الواقع)، وقد يكون أونلاين أي عن بعد، كأن تسهم في كتابة المقالات، أو ترجمتها، أو إدخال بيانات، وذلك حسب المهمات التي تستطيع القيام بها.
ملخص السيرة:
عند تصميم السيرة الاحترافية، فإن أكثر ما يلفت الانتباه هو الملخص. والذي يكون في الأعلى (أعلى اليسار إن كانت بالانجليزية، وأعلى اليمين إن اخترت كتابة سيرتك بالعربية). ويعد بمثابة المقدمة لسيرتك الذاتية، إذ تستعرض فيه مدى ملاءمتك للفرصة، اعتماداً على مهاراتك وخبراتك. على ألا تتجاوز الأربعة أسطر في ذلك.
المهارات التي تمتلكها:
إن الكتابة عن المهارات أمر شديد الأهمية. غير أن الناس لا تدرك ذلك، ولا توليه الأهمية التي يستحقها. فإن ما يميز بين شخصين متقدمين لنفس الفرصة، هو المهارات التي يمتلكها كل منهما، لذا عليك أن تذكر مهارات الحاسوب، والبرامج التي تجيد استخدامها، وكذلك المهارات الشخصية والتي تميزك عن أقرانك، كالعمل ضمن فريق، حل الخلافات، العمل تحت الضغط، التعلم الذاتي، ومهارات التواصل…إلخ
هل يجب أن تكون السيرة الذاتية الاحترافية طويلة؟
السؤال الذي يتردد كثيراً عند تصميم السيرة الاحترافية هو: هل يجب أن تكون طويلة؟
الجواب هو قطعاً: كلا.
قد تُفاجَأ بهذا الجواب، لكن الذي يجب أن تعرفه هو أن اللجنة التي ستطلع على سيرتك الذاتية لن تملك الوقت الكافي لتطلع على ثلاث صفحات. لذا يجب أن تعرف أن سيرتك يجب أن تتكون من صفحتين كحد أقصى، وذلك في حال كانت خبراتك العملية المرتبطة بشكل وثيق بالفرصة، أكثر من عشر سنوات، ولا يمكن احتواؤها في صفحة واحدة. وفي ما عدا ذلك، فإن صفحة واحدة تكفي.
ترتيب الأقسام عند تصميم السيرة الذاتية الاحترافية:
تختلف طرق ترتيب أقسام السيرة الذاتية. إذ أن هناك كثير من النماذج التي يمكنك الاعتماد عليها، كما يمكنك تحميل هذه القوالب بشكل مجاني عبر العديد من المواقع.
القالب الأكثر اعترافاً حول العالم عند تصميم السيرة الذاتية:
القالب الأوروبي والذي يعرف باسم europass ، يعتبر القالب الأكثر اعترافاً به حول العالم. إذ أنه يحوي كل الأقسام الرئيسية والمعترف بها حول العالم، وبالترتيب الأمثل. كذلك فإنه يحتوي على بعض الأقسام الهامة التي لا تجدها في قوالب أخرى. مثل المواد التي قمت بدراستها في الجامعة، وهو ما يسهم في إعطاء نظرة دقيقة نوعاً ما عن المنهج الدراسي الذي اجتزته قبل الحصول على شهادتك.
إذاً كيف عليك أن تبدأ بتصميم السيرة الذاتية الاحترافية؟
بعد أن تنظم المعلومات السابقة، وتضع مخططاً مبدئياً بذهنك، يُمكنك الدخول إلى خدمات كتابة السيرة الذاتية من خلال موقع كاف للخدمات المصغرة والذي سيربطك بالمستقلين للحصول على سيرة ذاتية احترافية وبأسعار مناسبة جداً، كما يمكنك الاطلاع على المقال التالي الذي يقدم لك أفضل مواقع إنشاء سيرة احترافية:أفضل مواقع إنشاء سيرة ذاتية احترافية (8 مواقع)
وإذا أردت الاطلاع على الطرق النموذجية لكتابة السيرة، يمكنك الانتقال إلى الرابط التالي:كيفية كتابة السيرة الذاتية بطريقة نموذجية (6 خطوات)
أما إذا أردت مراجعة بعض النصائح حول كتابة سيرتك بشكل احترافي، يمكنك النقر على الرابط التالي:
نصائح تسهل عليك كتابة السيرة الذاتية بشكل احترافي (7 نصائح)
وفي حال وجود أية تساؤلات، ضعوها في التعليقات و سأجيبكم عنها بإذن الله تعالى.