التخلص من الملل أحد أكثر المشكلات التي تُواجه أي شخص يُحاول دراسة وأخذ دورات عبر الإنترنت أو بمعنى آخر الملل هو أكبر مشكلة ما زال يُواجها أي شخص يعتمد على التعلم الذاتي لأنه مع غياب دور المعلم ففي هذه الحالة أنت تلعب دور المعلم والتلميذ وبالتالي لا بُد أن تكون واعي جداً لهذه النقطة لأنه لن يُجبرك أحد على تعلم شيء بل بالعكس فأنت من يتحكم في رغبتك في التعلم والمشكلة الرئيسية هي أنه في لحظة من اللحظات قد يُصاب الشخص بالملل ويفقد رغبته في استكمال الدورة التي يدرسها، لذا في هذا المقال سأضع بين يديك أفضل الحلول التي تُساعدك على التخلص من الملل أثناء أخذ الدورات عبر الإنترنت.
خطوات التخلص من الملل:
هذا المقال يُمكن أن تعتبره تجربة شخصية مررت بها وأنا على يقين أن مُعظم من يُحاولون دراسة الدورات عبر الإنترنت يُواجهون نفس المشكلة إن لم يكن كلهم ? لذا قررت كتابة هذا المقال حتى يكون بمثابة دليل لأي شخص يُريد التخلص من الملل أثناء تلقي الدورات عبر الإنترنت وللإشارة فأنا لن أضع بين يديك وصفة سحرية لفعل ذلك وإنما الأمر في الأول والأخير يعتمد عليك أنت.
1. تحديد دورة واحدة لدراستها
من أكثر الأخطاء الشائعة والتي ارتكبتها كثيراً ? هي الاحتفاظ بالعديد من الدورات فعلى سبيل المثال كنت أزور مواقع الدورات على الإنترنت وأي دورة تلفت انتباهي كنت أتسجل بها وبعد فترة وجدت أن حسابي به عدد كبير جداً من الدورات وبالتالي عندما أردت البدء في التعلم لم أستطع فعل ذلك نتيجة أني أُفكر في كل الدورات ولا أعرف بأي دورة أبدأ وصرت مُشتت والأسوأ من ذلك هو أن مُعظم هذه الدورات لم تكن مُفيدة لي بشكل شخصي فكانت بعيدة كل البعد عن مجالي وهناك ما هو أهم منها، لذا احرص أن تُركز دائماً على دورة واحدة لدراستها وبعد الانتهاء منها فكر في اقتناء دورات أخرى.
2. تحديد الهدف من الدورة المراد دراستها
هذه النقطة مُتعلقة بشكل كبير بالنقطة السابقة وهي أنه لا بُد أن تسأل نفسك هذا السؤال “لماذا اخترت هذه الدورة؟ ?” لأنه صدقني وعن تجربة كونك شغوف ومُهتم بتعلم شيء ما أو مجال ما فلن تمل من تعلمه نهائياً لذا اجعل دائماً الهدف من الدورة واضح وكُن صادق مع نفسك في تحديده بمعنى لا تقول أريد أن أفعل هذا وذاك بل لا بُد أن يكون الهدف من تعلم الدورة شيء واضح وقوي، وكل فترة تذكر هدفك وبالفعل إن فعلت ذلك ستجد أنه كلما شعرت بالملل ستجد أنك تغلبت عليه بمجرد تذكر الهدف من الدورة وهناك شيء إيجابي آخر في تحديد الهدف من الدورة وهو أن ذلك يُساعدك على تحديد دورة واحدة من بين مئات الدورات.
3. وضع وقت مُحدد لمشاهدة الدورة
للأسف هذه واحدة من أكبر مشاكلي والتي تعرضت لها كثيراً ? ولكن جميعنا يعلم بأن النفس تميل إلى الترفيه بعيداً عن التعلم والأدهى من ذلك أن الإنترنت ملئ بوسائل الترفيه والمُشتتات ? لذا إن لم تُجبر نفسك على التعلم فصدقني لن تُنجز أي شيء، وبالتالي قبل البدء في أي دورة لا بُد أن تُحدد لنفسك وقت معين لتنهيها فيه.
وبطبيعة الحال هذا الوقت لن يكون بشكل عشوائي بل يعتمد على عدد ساعات الدورة والجهد المطلوب وأيضاً لا تُكرر نفس خطئي وهو تحديد وقت كما لو كنت ستدرس 24 ساعة في اليوم ? بمعنى حدد الوقت بطريقة صحيحة وكُن مرن قليلاً فيه حتى لا تضغط نفسك وحتى تُعطي لكل شيء حقه، وصدقني أؤكد لك أن هذه واحدة من أهم طُرق التخلص من الملل أثناء تلقي الدورات عبر الإنترنت.
4. التفاعل مع الدورة التي تدرسها
بطبيعة الحال إذا كنت تُشاهد الدورة فقط ولا تفعل شيء سُوى ذلك فبالتأكيد ستمل منها لأنه ليس هُناك تفاعل وللأسف مررت بذلك كثيراً حتى أن بعض الدورات كانت مُهمة بالنسبة لي وتركتها بسبب الملل لكن فيما بعد أدركت أن المشكلة كانت في عدم التفاعل، ولعلك الآن تسأل كيف أتفاعل مع الدورة؟
أبسط شيء للتفاعل مع أي دورة عبر الإنترنت هو تدوين ما تم دراسته أو تطبيق ما تم تعلمه ومذاكرته أول بأول أو على سبيل المثال تُناقش ما تعلمته مع أحد أصدقائك وأيضاً من الأمور التي رأيتها مُناسبة لذلك هي أن تتعلم أنت وشخص آخر معك ليكون هناك تنافس فيما بينكم، فصدقني هذا سيساعدك على التخلص من الملل بشكل جذري بل أحياناً قد يدفعك ذلك للانتهاء من الدورة في وقت أقل من المطلوب.
5. تقسيم محتوى الدورة إلى أجزاء صغيرة
أولاً أٌريدك أن تتذكر شيء مُهم جداً وهو أن الهدف من أي دورة مهما كانت هو تحصيل الفائدة العلمية المرجوة منها وبالتالي لا بُد أن تسعى دائماً لتحقيق هذا الهدف لأنه ما الفائدة من مُشاهدة فيديوهات كثيرة جداً دون تحصيل أي فائدة حتى أن بعض الأشخاص يتسابقون في مشاهدة الفيديوهات لكي يذكر ويتباهى بأنه قد تعلم هذا وذاك لكن عندما تسأله في شيء تجده لا يملك أي معرفة عنه، لذا احرص دائماً على تقسيم محتوى الدورة الخاصة بك إلى أجزاء صغيرة فمثلاً إذا كانت الدورة عبارة عن وحدات فما عليك سوى تقسيم الوحدات لأجزاء أصغر وقرر لنفسك كل يوم دراسة جزء من هذه الأجزاء فهذا سيساعدك على التخلص من الملل بل أيضاً ستشعر بأنك قد أنجزت شيء يوماً بعد يوم.
كلمة أخيرة:
كانت هذه أهم النصائح التي يُمكن أن تُساعدك على التخلص من الملل أثناء تلقي الدورات عبر الإنترنت وأتمنى أن تكون مُشكلتك قد تم حلها من خلال تطبيق هذه النصائح فالإنترنت هو المستقبل وبالتالي إذا كنت تُريد فعلاً تعلم شيء يُفيدك فبالتأكيد ستلجأ للدورات الموجودة على الإنترنت وأيضاً إذا كنت تُواجه مشكلة في الوصول لأي دورة تريدها فيمكنك الدخول لملتقى موقع كاف للخدمات المصغرة وسؤال ما تُريد بشكل مباشر، وفي الختام أتمنى أن أكون وُفقت لكتابة الموضوع بشكل بسيط على أمل أن تُشاركه مع الجميع حتى تعم الفائدة.
2 تعليقات