موعدنا اليوم مع اللقاء الخامس من سلسلة لقاء مع رواد، وكما هو واضح من الاسم سوف نستضيف فيها كل من هو رائد بمجاله سواء كان بالتسويق الإلكتروني أو ريادة الأعمال أو البرمجة أو أي مجال آخر يكون الضيف فيها متميزاً بمجاله، وبالطبع ليس شرطاً أن يكون يعمل كمستقل لدى كاف كما هو الحال في سلسة مستقل الشهر، ففي سلستنا الجديدة سيكون الضيف هذه المرة من خارج موقع كاف ، كما ستكون تلك السلسلة أسبوعية إن شاء الله تنشر بداية كل أسبوع٫
وضيف حلقة اليوم هو المدون المميز فرزت الشياح كاتب مميز وصانع محتوى بالإضافة إلى أنه طبيب فدعونا نتعرف سوياً على ضيفنا المميز
عرف القراء بنفسك كما تحب…من هو فرزت الشياح ؟
في البداية أوّد شكركم لتوفير الفرصة الرائعة للحضور على موقعكم ومنصتكم المميزة.
أنا فرزت الشياح، أتمنى تعريف نفسي كمدوّن وصانع محتوى، بالرغم من تراجع كمية المحتوى التي أنشرها في الفترة الحالية. صانع محتوى وناشر للعلم والمعرفة متى استطعت. في معظم الأيام، وبعض الليالي، أمارس عملي الأساسي كطبيب باطنة عصبيّة ومحاربٍ للجلطات الدماغيّة، وفي بعض الليالي أمارس شغفي في صنع المحتوى المقروء منه والمسموع. لدي مدونة شخصيّة وبودكاست التجربة مع فرزت، الذي أنهيت الموسم الثاني منه في يناير هذا العام.
كيف كانت بدايتك في عالم التدوين؟
مع بداية دخول الإنترنت في سوريا، انتقلت هوايتي من تدوين يومياتي على الورق إلى التدوين الإلكتروني. فاستخدمة عدة مواقع ك livejournal ومدونات مكتوب. وانتقلت في 2009 إلى منصة ووردبرس للتدوين بالإنجليزية والعربيّة.
وتأخر دخولي مجال التدوين وصناعة المحتوى الاحترافي إلى عام 2011 مع موقع كيف تك والذي حاولنا فيه توفير ما قدمه Wiki How باللغة العربيّة.
ما أهم المهارات التي لابد أن تتوفر في المدون الناجح؟
تختلف الآراء هنا كثيرًا، ولا يتطلب الأمر سوى الجديّة والمثابرة. لكن يبقى اتقان اللغة وقواعدها أهم عامل يقدمه المدوّن للقارئ. الأخطاء اللغوية والنحويّة تنفرني من المحتوى، حتى لو أعجبني. وبالمثابرة أعنيّ الممارسة المستمرة، دوّن حتى دون أن تنشر. الكتابة نتاج تمرين عضلة الدماغ، وكعضلات الجسد الأخرى تتلف عضلة الكتابة بافتقارها للتمرين المستمر.
المدون الناجح يكتب ما يطلبه القراء أم ما يحب بغض النظر عن رغبات القراء والمتابعين؟
أن تجد السبيل الأوسط هو الحل. في تبسيط العلوم مثلًا، الحلّ هو ربط العلم المعقد بالحياة اليوميّة لتبسيطه. لن يقرأ الجميع مقالةً عن السكتة الدماغيّة وأسبابها، ولكن ربط المقالة بقصةٍ ذات حبكة متماسكة يُحفز القارئ على الاستمرار والعودة إليك لفهم ما تعنيه.
فاكتب عمّا تحب، ولكن لا تنسَ متابعيك، فلهم تكتب أيضًا.
ما الأسباب التي دفعتك للعمل الحر؟ , وهل تعتقد أن العمل الحر أفضل من العمل في شركة بما تحمله من ثبات وظيفي ومميزات أخرى؟
بدأت في العمل الحرّ في فترةٍ سيئة في حياتي، كنت عاطلًا عن العمل، متوقفًا عن الدراسة إجباريًا وفي دولة الإمارات وحيدًا. وجاءت فرصة الترجمة لتوفر لي ما اعتقده الجيل السابق وهمًا، الحصول على المال من وراء الشاشة.
والتمايز بين العمل الحر والعمل في شركة يعتمد على رؤية الشخص لنفسه وقدراته ومستقبله. فلا يستطيع الكثيرون مجرد التفكير في اختفاء الراتب الشهري الثابت، والاعتماد على العروض المقدمة والمرفوضة. والبعض الآخر يهوى المغامرة وينجح في الوصول إلى المقدمة بوساطتها. وأرى شخصيًا أن البداية في شركة والتعلم من الأقدم يفيد ويُسهل الطريق فيما بعد لتخليك عن العمل الثابت والانتقال إلى الحر.
ما هو تقييمك للمحتوى العربي حاليا وما الذين ينقصه ليصبح عالميا؟
نُدرة المحتوى العربيّ الجيّد والموثوق الأصليّ سبب يدفع الكثيرين للاستمرار في البحث عن المحتوى باللغة الأصلية. وهنا يرجع السبب إلى قلّة المحتوى، والسبب الآخر والأكثر أهميّة هو عدم انتشار المحتوى القيّم رغم وجوده. هناك الكثير من المواقع العربيّة المختصة في دقائق الأمور، ولكنها غير مطروقة ولا يزورها الكثيرون. وللأسف التريند يسبق الجودة.
أما الوصول إلى العالميّة فهو صعب وبعيد المنال، لضعف انتشار الإنترنت في مناطق الوطن العربي وسهولة الوصول للمحتوى الأجنبي وتغطيته جميع المجالات، من التسوق والموضة وحتى الطبخ.
كيف بدأت رحلتك مع البودكاست ؟
استمعت للكثير من البودكاست ورغبت في تسجيل بودكاست خاص بي، وذلك بعد استماعي لبودكاست the Joe Rogan experience، واستضافته لشخصيات مختلفة ومناقشته عملها وما قدمته. وغيرت توليفة البودكاست لتوفير مساحة للمتميزين العرب في مجالاتهم المختلفة ونشر تجاربهم وقصصهم، النجاح والفشل على سواء. بدأت بواسطة الحاسوب وسكايب وسجلت بوساطة سكايب نفسه، ومازلت أمارس الطريقة نفسها.
ما هي أفضل حلقة قمت بستجيلها حتى الان ولماذا؟
لا أفاضل بين حلقاتي، ولكن حلقة الدكتور إسلام حسين كانت من أمتع الحلقات، بسبب خبرته ونصائحه لي في تسجيل البودكاست وشخصيته اللطيفة وتواضعه.
من تطمح في استضافته قريباً؟
أحمد الهنداوي، د.فاروق الباز، عبادة الصباغ، د.هلال الأشول، د.رنا الدجالي.
عملت في عدة موقعات ومنصات عربية, أي تلك المواقع أثرت في شخصيتك و أضافت لك الكثير؟
كيف تك، بإدارة العزيز عمر بني المرجة، دفعني للعمل والكتابة بشكل مستمر، وأدين له بمسيرتي المهنيّة حقًا. وبالتأكيد إضاءات هو الموقع المحبب إلى قلبي، بفعل التناغم المستمر بين فريق العمل والإدارة والمحتوى. وشهادتي مجروحة في منصة مرصد المستقبل، والذي أدرته لسنوات ثلاثة تقريبًا.
لو طلبت منك أن ترشح للقراء ثلاثة من مقالاتك , ماذا تختار؟
سؤال صعب للغاية، ولكن أرشّح المقال الأول من ثلاثية البيوهاكينغ، مستقبل العدسات اللاصقة المخيف، والكونكتوم، أحد “أوم”ات الجسد التي وددت الكتابة عنها بشكل مستفيض.
كيف تعاملت واستفدت من التنقل بين عدة دول بداية من وطنك سوريا وصولاً لألمانيا؟
زودني التنقل القدرة على التعامل مع الثقافات المختلفة، وعلمني تقبل الآخرين. نظريًا نقول أنّا منفتحون ومتقبلون للجميع، لكن هذا كله يقع تحت الاختبار عندما تسافر وتختبر الوضع في الحقيقة.
تعاملت مع الكثير من الجنسيات وتعرفت على الكثير من الثقافات في دبي وليبيا وألمانيا، ورغم أنّ الإنسان في صيرورته واحد، إلا أنّ الثقافة والحضارة الناحتة لهذه الصيرورة مختلفة جذريًا.
وفي السفر يعتمد الشخص على نفسه، وتعلمت كما أسلفت سابقًا تقبل الظروف ومحاولة إبراز أفضل ما لدي. فعملت محررًا ومدققًا في جريدة في ليبيا لعدة أيام، وبائع عطورات في أيام أخرى.
ما الفرق بين بيئة العمل في ألمانيا و بين بيئة العمل في الوطن العربي؟
لم أمارس العمل في الوطن العربي، فلن أستطيع الجواب عليه، ولكن ما أدهشني هو التنظيم النقابي وإصرار العمال والأطباء على الحصول على حقوقهم ومطالبتهم بها. للأسف ما زلت أعاني من عقدة “الأجنبي”، والتي تعني أني سعيد بقبولي فقط في مجتمعهم، ولم أتعلم الدفاع عن حقوقي بعد.
ما الخطأ الذي ندمت عليه كثيرا وتعلمت منه؟
أثناء عملي مع أحد الجهات، لم أتلق ولم أحدد التوصيف الوظيفي، وهنا أصبحت مهامي تمتد من الألف إلى الياء.
كيف تنظم وقتك ما بين العمل والتعلم المستمر والواجبات الحياتية؟
للأسف مشكلة صعبة، خصوصًا عند ممارسة العمل الطبيّ في سنوات الإقامة الطبية الأولى (أول خمس إلى سبع سنوات). أحاول قدر الإمكان القراءة المستمرة يوميًا، الإطلاع على الدورات في كورسيرا وغيرها. لم أجد طريقةً مناسبةً 100% بعد، لكني أحاول.
ما هي الكتب الأكثر تأثيرا في حياتك والتي تنصح الآخرين بها؟
يختلف تأثير الكتاب بالمرحلة العمريّة باعتقادي، ولكن الكتب التي أعيد قرائتها هي “الإنسان يبحث عن معنى” لفرانكل، وطبائع الاستبداد للكواكبي.
ومهنيًا، بالتأكيد كتب أوليفر ساكس جميعها، طبيب العصبية المشهور.
ما الذي تحلم به سواء على مستواك الشخصي أو على مستوى مجال العمل الحر والتدوين في الوطن العربي؟
إنهاء الاختصاص في مجالي الطب العصبي والطب النفسي، والمشاركة في أبحاث علميّة وإكلينيكية حول موضوع الصدمات النفسية، والتوعية والنشر عنها سواء في المحتوى المكتوب أو المرئي أو المسموع.
نصيحة تحب أن توجهها للشباب الذين يخطون أولى خطواتهم في الحياة العملية والمسار الوظيفي؟
لا تستسلم، ابحث عن قدوة وقلده، التقليد مهم ومفيد جدًا جدًا جدًا. وفي بداية حياتك المهنية، اقبل كل خيار يعرض عليك، سواء فشلت أم نجحت، فستتعلم بالتأكيد.
لا تخش الفشل أبدًا، فهو أول خطوة في طريق النجاح.
سعدنا بلقائك، في النهاية، هل من شىء تود إضافته؟
أشكركم مجددًا لإتاحة هذه الفرصة وهذا المنبر لي. أعجبت بموقعكم والأعمال التي وفرت للشباب عن طريقكم، ومازلت أرى أن المنافسة بين مواقع المستقلين هي مكسب للمستقلين أنفسهم أيضًا.
في النهاية أود أن نشكر الأستاذ فرزت الشياح على هذا اللقاء الشيق ونشكره كذلك على اقتطاع جزء من وقته الثمين كي يكون بضيافتنا، متمنيين له دوام النجاح والتوفيق بعمله وحياته٫
يمكنكم زيارة مدونة ضيفنا فرزت الشياح من هنا
إقرأ أيضاً:
لقاء مع رواد | 3 | عزت كامل: لا تخف من التقليد فلا شئ أصلي الأن
لقاء مع رواد | 4 | يونس بن عمارة: ما يمكن فعله اليوم لا أؤجله للغد