يٌسرنا أن نعلن لكم عن بدء سلسة لقاءات جديدة تحت عنوان لقاء مع رواد، وكما هو واضح من الاسم سوف نستضيف فيها كل من هو رائد بمجاله سواء كان بالتسويق الإلكتروني أو ريادة الأعمال أو البرمجة أو أي مجال آخر يكون الضيف فيها متميزاً بمجاله، وبالطبع ليس شرطاً أن يكون يعمل كمستقل لدى كاف كما هو الحال في سلسة مستقل الشهر، ففي سلستنا الجديدة سيكون الضيف هذه المرة من خارج موقع كاف ، كما ستكون تلك السلسلة أسبوعية إن شاء الله تنشر بداية كل أسبوع٫
وضيف حلقة اليوم هو المبرمج واثق الشويطر متخصص بمجال تقنية المعلومات ومبرمج أيضاً فدعونا نتعرف سوياً على ضيفنا المميز٫
عرفنا بنفسك كما تحب…من هو واثق الشويطر؟
بسم الله الرحمن الرحيم. في البداية، أشكركم على هذا الحوار مع أنني أظن أن ليس لدي الكثير لأقدمه للقرّاء. ومع ذلك، أرجو أن أفيدكم. أنا واثق الشويطر، من اليمن، خريج تخصص تقنية المعلومات. حاليًا، مبرمج ويب وأعمل عن بعد. أحب القراءة والاطلاع في الأدب والثقافة العامة وغيرها من الأمور، كما أحب الكتابة عنها أحيانًا، ويمكن الاطلاع على بعض تلك الكتابات في مدونتي، وقد ترجمت بعض المقالات التقنية كذلك. أحب كرة القدم ممارسة أكثر منها مشاهدة.
كيف كانت بدايتك في عالم البرمجة؟
بدايتي عادية جدًا وليس فيها ما يلهب الحماس. عرفت البرمجة لأول مرة في الجامعة وأضفت لذلك الكثير من الدورات التعليمية وفيديوهات اليوتيوب والمقالات والدروس.. وما زلت أتعلم، وأعتقد (جازمًا) أنني ما زلت في أول الطريق.
لمن يسأل كيف أتعلم البرمجة بم تنصحه؟
هناك مشكلة تواجه كل من ينصح بتعلم البرمجة، هي أنه سينصحه بأمور لم يقم بها بنفسه لأسباب كثيرة منها ظروف هذا الذي يتحدث وتجاربه، فعلى سبيل المثال: أنا تعلمت في الجامعة وأنصح من لم يدخل الجامعة بعد، أو من لم تسنح له فرصة دخول تخصص جامعي حاسوبي.. لذلك فأنا أعتذر عن نصائحي التي لم أطبقها بحكم تجربتي وأرجو أن تسألوا أصحاب الخبرة حتى تتأكدوا من هذه المعلومات وتختاروا ما يناسبكم..
أنصح من يريد تعلم البرمجة أولًا بقراءة المقال هذا فهو سيعرّفه على خارطة البرمجة ويعطيه الصورة الكبيرة عنها.
والآن ستنقسم النصيحة لطلاب التخصصات الحاسوبية وغيرهم..
إذا كنت من التخصصات الحاسوبية فأنصحك أن تجتهد في دروسك ولا تتجاهل أيًا منها لأنها قد تفيدك حتى لو لم تعرف فائدتها المباشرة، وأنصحك كثيرًا بهذه الدورة الرائعة من الدكتور مصطفى سعد إبراهيم: إما دورة ++C أو دورة Python. اختر واحدة منها فقط وأنا أنصح بدورة ++C لأنها ستعرفك على اللغات الشبيهة بC وهي أشهر اللغات، وبعدها يمكنك تعلم Python بسرعة من أي مصدر.. أنصحك بدورة الأستاذ مصطفى سعد لأنها دورة مليئة بالتحدي والأسئلة وتشمل اللغة البرمجية بحيث لن تجد هذا الشمول في أي دورة أخرى، فهي بذلك تنمي مهارتك في حل المشكلات وبناء المشاريع وتجعل انتقالك إلى دروس الخوارزميات وهياكل البيانات في غاية السلاسة..ثم أنصحك بالانتقال لأن تتحدى نفسك في المشكلات البرمجية في جدول البيانات هذا، أو هذا. الجدولان أعدهما الدكتور مصطفى سعد، فأما الجدول الأول فهو خاص بالمسابقات البرمجية (Competitive الدكتور مصطفى سعد. الجدول الأول خاص بالمسابقات البرمجية (Competitive Programming)، وأما الثاني فهو خاص بأسئلة المقابلات وهي أسهل نوعًا ما. اختر أيًا منها وتحدّ نفسك ولا تبتئس بصعوبتها أو تجد أنها بلا فائدة، بل إن مهارة حل المشكلات (Problem Solving) ستجعل منك مبرمجًا حقيقيًا مهما كانت التقنيات ولغات البرمجة التي تتعامل معها. أما إذا تعلمت التقنيات والبرامج دون مهارة حل المشكلات فستصبح عاجزًا عن تطويع هذه التقنيات لبناء المشاريع التي تريدها. بالمناسبة، هذه طريقة لتنمية مهارة حل المشكلات وليست الوحيدة لكنها الأشهر. اجعلها عادة يومية لك بحل هذه المسائل مع قيامك بالتزاماتك الدراسية والتعليمية الأخرى، وبجانب تعلّمك للتقنيات والبرمجيات التي تحتاجها.. ثم انتقل بعد تلك الدورة لدورة هياكل البيانات (Data Structures) التي أعدها الدكتور مصطفى سعد وهذا رابطها. بعد ذلك، تعلّم مادة الخوارزميات والتي على الأرجح أنها ستدّرس في الجامعة ولكن لو أعد الدكتور مصطفى سعد دورة في المستقبل للخوارزميات فأنصحك بها منذ الآن.
قبل أن أنسى، يقدم الدكتور مصطفى سعد كوبونات مجانية لكل دوراته المدفوعة للطلاب العرب من خلال هذا النموذج.
كل هذا وأنت تقوم بحل المشكلات البرمجية بحسب الجدول المذكور آنفًا.
ثم بعد ذلك يمكنك الانطلاق في تعلم التقنيات عن طريق هذا الرابط ففيه خارطة طريق لمطور الواجهات (Frontend) ومطور النظم الخلفية (Backend) وغيرها.. أو هذه المسارات التعليمية من موقع أكاديمية الزيرو، والجميل فيها أنها خارطة طريق مع دروس فيديو مميزة (وعربية) من المهندس الرائع أسامة محمد (الزيرو). تعلّم هذه المفاهيم الموجودة في هذه المسارات بطريقتك الخاصة، عن طريق دروس نصية أو كتب أو فيديوهات أو دورات فيديو.. لا يوجد مسار واحد للتعلم وستجد أنّك تفهم بطريقة مختلفة عن صديقك فلا بأس.. واسأل الأكثر خبرة منك وسيدلّونك، وستشق طريقك بنفسك..
اجعل محرك البحث صديقك الدائم وابحث عن أي مشكلة تواجهك.. وانضم لمجموعات التعليم في مواقع التواصل الاجتماعي واحتكّ بمن هم أكثر خبرة منك للاستفادة منهم..
أما إذا كنت لم تدخل أي تخصص حاسوبي لأي سبب كان فأنصحك أن تبدأ في خارطة الطريق مباشرة لأنك ستملّ من دورات التفكير البرمجي المجردة لكن هذه المسارات التعليمية ستعطيك مردودًا (Feedback) مشاهدًا لعملك، وهذا سيمنحك الطاقة للمواصلة.. ولكن بعد أن تقف على قدميك لا تنس ما نصحت به الطالب الجامعي حتى تقوي مهارة حل المشكلات عندك.
عليك ببناء المشاريع الجانبية، وعدم التهيّب من اللعب والعبث ببعض المشاريع مفتوحة المصدر والمشاركة فيها، والمشاركة في المسابقات والتحديات، ومساعدة الآخرين وطلب المساعدة منهم في المجتمعات التقنية، وقراءة الكتب، ومطالعة الدروس، ومشاهدة الفيديوهات التعليمية، وحضور المساقات التعليمية وسماع البودكاستات وغيرها.. مزيج من كلّ ما سبق سيبني شخصيتك البرمجية وسيرفع مستواك.
ما أهم المهارات التي لابد أن تتوفر في المبرمج الناجح؟
إلى جانب ما يسمى المهارات الناعمة (Soft Skills)، مثل إدارة الوقت والتعامل الجيّد مع الآخرين وغيرها من المهارات التي تفيد الإنسان أينما كان وليس المبرمج وحده.. إضافة إليها فالمبرمج الناجح في نظري هو الذي لا يتوقف عن التعلّم.
ما الأسباب التي دفعتك للعمل الحر؟ , وهل تعتقد أن العمل الحر أفضل من العمل في شركة بما تحمله من ثبات وظيفي ومميزات أخرى؟
الحقيقة أنني لا أعمل في المجال الحر، وإنما أعمل عن بعد في وظيفة، فيها من المرونة الشيء الكثير.. ولكنني عملت في بعض الأعمال الحرة المتفرقة في الترجمة التقنية والبرمجة.
أما إجابة سؤال ما الأفضل: حقيقة أن هذا يرجع للشخص نفسه، ونوع عمله ومهاراته الفنية ومهاراته الناعمة (Soft Skills) وشخصيته.. العمل الحر والوظائف وريادة الأعمال (الاسم الجذّاب للتجارة حاليًا) موجودات في رأيي منذ مئات السنين على الأقل، ولكن التقنية أبرزتهما بصورة مختلفة.. رأيي أن على الشاب أن يجرّب أكثر من شيء فقد يعجبه نوع عمل دون الآخر، وعليه أن تكون له وسيلة مالية مساعدة عند الضرورة فلا يضع البيض كله في سلة واحدة.
لماذا وكيف بدأت التدوين؟
أحب القراءة منذ الصغر، وهذا جعلني أدوّن بعض الأفكار والمقالات لاحقًا في مواقع التواصل الاجتماعي. وقرأت قبل بضعة سنوات عن التدوين وأهميته وأنه يصنع لك معرض أعمال ويسوّق لك باعتبارك مبرمجًا (أو غيره من المجالات) إلى جانب رغبتي في برمجة مشروع من الصفر، فكانت مدونتي، وضربت بهذا عصفورين في مشروع واحد، التدوين والبرمجة.
ما هو تقييمك للمحتوى العربي حاليا وما الذين ينقصه ليصبح عالميا؟
تقييمي أنه يتحسن ببطء لكن بثبات (كما يقول المثل الإنجليزي)، يحتاج فقط الانعتاق من وسائل التواصل الاجتماعي وسنحصل على محتوى عربي عالي الجودة قابل للأرشفة في محركات البحث ومتاح للجميع. نحتاج إلى وجود منتديات ومواقع أسئلة وأجوبة عربية تشبه أسلوب مواقع Hacker News و Redditو حسوب IO في مختلف التخصصات بعيدًا عن المنتديات القديمة البالية. بالمناسبة، كتبت تدوينة “كيف يمكننا المساهمة في إثراء المحتوى العربي على الإنترنت؟” وتدوينة للمترددين في التدوين: “دع القلق وابدأ التدوين.. خمسون سببًا يدفعك لبدء التدوين“.
أيهما تحب أكثر وتتمنى أن تمنحه كل وقتك :التدوين أم البرمجة؟
أفضل البرمجة وأهتم بها أكثر، ولكن الحياة لا تسري على نمط واحد، هناك جانب للبرمجة وجانب للتدوين وجانب آخر للترفيه وبقية الهوايات..
بم تنصح المستقلين ورواد الأعمال الذين يتساءلون عن طريقة لزيادة الإنتاجية ؟
لا أدري!
كيف تنظم وقتك ما بين العمل والتعلم المستمر والواجبات الحياتية؟
ما زلت لم أجد الوصفة المناسبة لهذا الأمر!
ما هي الكتب الأكثر تأثيرا في حياتك والتي تنصح الآخرين بها؟
حقيقة، لا أتذكر عندما أقلّب الكتب عن أيها أثّر فيّ أكثر.. عادة القراءة هي أفضل ما أثّر فيّ. كتبت تدوينة مرة عن المنهجية المثالية (في نظري) للقراءة. قد تفيد أحدهم.
ما الذي تحلم به سواء على مستواك الشخصي أو على مستوى مجال العمل الحر وريادة الأعمال في الوطن العربي؟
أحلم بأن يخرج الشباب العربي من حالة الكفاف والفقر إلى الغنى والحياة الكريمة سواء كان بالعمل الحر أو العمل التقليدي أو العمل عن بعد أو ريادة الأعمال.. وأن يخرجوا من حالة البطالة الحقيقية والبطالة المقنّعة، ويسهموا في بناء أوطانهم ونمائها.
نصيحة تحب أن توجهها للشباب الذين يخطون أولى خطواتهم في الحياة العملية والمسار الوظيفي؟
الخطوة الأولى أصعب الخطوات، في كل شيء.
سعدنا بلقائك …في النهاية…هل من شيء تود إضافته؟
شكرًا لكم، أضيف مقولة سمعتها ولا أتذكر أين ذلك: “وأنت في طريقك للنجاح، لا تنس أن تستمتع بالرحلة”.
في النهاية أود أن نشكر الأستاذ واثق الشويطر على هذا اللقاء الشيق ونشكره كذلك على اقتطاع جزء من وقته الثمين كي يكون بضيافتنا، متمنيين له دوام النجاح والتوفيق بعمله وحياته٫
يمكنكم زيارة مدونة ضيفنا واثق الشويطر من خلال هذا الرابط