استخدام الأختام..كل ما تريد معرفته

بدأ استخدام الأختام منذ القديم، ولأهداف عديدة، وتأتي كلمة خِتْم من الجذر اللغوي/خَتَمَ/، وإذا ما بحثنا عن هذا الجذر في معجم، كالمعجم المدرسي مثلاً، فإننا نجد خَتَمَ أي غطّى، والصفة منه مختوم، وختم على الكتاب بمعنى طبع عليه صوناً له، ويعرف الختم أنه أداة مع صور محفورة عليها، ويستخدم لإغلاق الوثائق/إذ يفسد عند فتحها/، وكذلك بهدف منح الثقة لمنتج ما، وإعطاء الصفة الرسمية للأوراق، وفي هذه المقالة سنتعرف على كل ما يتعلق بالأختام:

الهدف من صناعة الأختام

دوماً ما كانت الأختام تستخدم من باب التوثيق، كأن يتم استعمالها في المعاملات الرسمية، أو أن تستخدمها جهات محددة للدلالة على أن هذه المنتجات من صناعتها، وكذلك الختم الذي يستخدم-انطلاقاً من اسمه- للحفاظ على الأشياء مغلقة، فيكون ختماً شمعياً يوضع على وجه الرسالة، ويفسد أثر الختم حين يفتح المغلف للمرة الأولى، وبالتالي فإنه يعطيك إشارة إلى أن هذا المصنف أو الظرف لم يجرِ فتحه مطلقاً من قبل، وأن الرسالة لم يقرأها شخص سواك. ويمكنك الاطلاع على كيفية الختم باستخدام الأختام الشمعية عبر الرابط التالي.

أقدم استخدام للأختام في العالم

تعود نشأة الأختام للألف الخامس قبل الميلاد، وقد اختلفت مواد صنعه حسب المواد المتوفرة في كل عصر، واتخذ العديد من الأشكال كالهرم والمثلث، وقد اعتيد أن يتم ارتداؤه في الاصبع كخاتم، أو في المعصم، أو حتى في الرقبة، وذلك بهدف الحفاظ عليه من الضياع وقد كان الختم مستوياً حيناً، ومحدباً حيناً آخر، واستعملت الأختام للمرة الأولى في بلاد الشام لختم الجرار وغيرها، ونتيجة التجربة والتفكير فإنهم قد لاحظوا أن الأشكال يجب أن تنقش على سطح الختم معكوسة وذلك حتى تظهر بشكلها الصحيح.

أما في الفترة الموافقة لظهور الممالك (2350-2900ق.م) صار من المعتاد أن يحمل الختم اسم صاحبه، أو أن يحمل له رسماً بينما هو يمارس طقوس العبادة، وقد صار اسم مالك الختم عادة متعارف عليها في العصر الأكادي (2150-2350ق.م)، وقد تشابه الأكاديون والآشوريون بوضع رمز لرب الطقس على الأختام، إذ كان الطقس يولى أهمية كبيرة لديهم نتيجة اعتمادهم على الزراعة، وحاجة المحاصيل الزراعية للعوامل المناخية المناسبة.

ولطالما تنوعت المحاصيل الزراعية، فإن الأختام التي تمثل المحاصيل الزراعية ستكون متنوعة دون أدنى شك، ففي الصين مثلاً كانت الأختام تأخذ شكل حبة رز، نظراً لأهمية هذا المحصول العظيم لديهم.

كذلك مواد صناعة الاختام فإنها تنوعت بين العظم، المعدن، الخشب، والأحجار الكريمة أحياناً، وإذ أنها لم تحتوِ على الحبر دوماً كما أيامنا هذه، فإن المادة المراد الختم بها-كالشمع مثلاً-كانت توضع على الورقة، ومن ثم يضغط عليها عبر الختم بقوة كافية ولزمن محدد، وذلك حتى تأخذ الشكل المطلوب.

استخدام الأختام يمكن أن يكون جمالياً، أو توثيقياً
استخدام الأختام يمكن أن يكون جمالياً، أو توثيقياً

استخدام الأختام لدى الفراعنة

كان حامل الختم يسمى سجاد بالهيروغليفية، واستخدم ملوك الفراعنة الأختام لإغلاق عبوات الطعام، وذلك لحمايتها من الخدم، وكانوا يقومون بتغطية فوهة الوعاء بالفخار ومن ثم يبلطون الجزء العلوي بطين ممزوج بالقش، ويمررون فوق هذا الجزء ختم أسطواني للدلالة على إغلاق هذه العبوة، كذلك كان من عادتهم  عدم نقش الختم إلا بوجود الفرعون شخصياً، كما أنه من الجدير بالذكر أن تاريخ الأختام الأسطوانية يعود إلى منتصف القرن الرابع قبل الميلاد.

كذلك فإن البعثات الأثرية قامت بالكشف عن وجود كثير من أختام الفراعنة التي حملت أسماء ملوكهم، مثل أوسركاف الذي حكم بين (2487-2494ق.م)، وكذلك الملك نفراير كارع الذي حكم في الفترة الممتدة ما بين (2529-2527ق.م).

وقد أقام شاب سعودي عام2019 معرضاً لصور قام بالتقاطها لنقوش أثرية فرعونية وبعض الاختام، والتي احتاج ما يقارب خمس سنوات لتجميعها، بسبب صعوبة الوصول إلى مناطق وجودها في بعض الأحيان.

كان من بينها ختم الملك رمسيس الثالث الذي امتد حكمه بين عامي (1160-1192ق.م). علماً أن وجود هذه الأختام الفرعونية لم يقتصر على مصر فقط، كما قد يتبادر إلى أذهاننا. إذ عثر في جبل حطين في الجليل عام 206ميلادي على ختم الملك الفرعوني تحتمس الثالث. والذي امتد نفوذه خلال حكمه إلى تلك المنطقة، وقد ظهر على الختم رسم للملك على كرسيه، وأمامه رموز اسمه بالهيروغليفية.

استخدام الأختام للتوثيق لدى المسلمين

يقال أن الرسول محمد ﷺ حين عاد من الحديبية. فإنهﷺ أراد أن يكتب رسائل إلى العديد من ملوك الأرض. وكان من عادة الملوك حينها ألا يقرأوا الرسالة إن لم تكن مختومة. لذا فإنه ﷺ جعل لديه خاتماً مصنوعاً من الفضة، وأمر أن يكتب عليه عبارة “محمد رسول الله”موزعة على ثلاثة أسطر. ومن هنا كانت انطلاقة الأختام في العالم الإسلامي. ومن ثم قامت المكتبة البريطانية والمتحف البريطاني عام 2010 بافتتاح متحف مخصص للأختام الإسلامية. والتي كانت مواد صنعها تتنوع بين الكريستال، الفضة، النحاس، الفيروز، وكذلك العقيق. وقد تم تأريخها كاملة في المتحف، وتمت كتابة العصر الذي تعود إليه كل قطعة من هذه الأختام.

وفي تركيا-لا سيما قبل القرن السابع عشر- قد لاقت مهنة نقش الأختام تقديراً عظيماً. وقد تم تنظيمها عبر نقابة خاصة، وكانت تعتبر قوانينها الأكثر صرامةً. حيث أنه لم يكن يسمح لأي شخص بأن يعمل بها وذلك درءاً للغش والاحتيال. ومن ثم تم توزيعها على عدة نقابات كالنقابة المختصة بأختام النقوش على الأحجار الكريمة. وقد خصصت هذه الأختام للسلاطين والمسؤولين الآخرين. وكذلك النقابة التي اختصت بالمعادن الثمينة كالنحاس، والفضة، والتي كانت تستخدم-أي الأختام المصنوعة من هذه المعادن- للأغراض الشخصية.

الأختام في العصر الحالي

لا زال الهدف من استخدام الختم هو ذاته منذ القديم. إلا أن الختم صار يأخذ أشكال عديدة ومختلفة في عصرنا الحالي. كأن يحمل الشخص خاتماً مطاطياً مدمجاً بقلمه، وقد يكون جزءاً معدنياً مدمجاً بالقلم. وفي حالة الأختام المطاطية، فإن الحرفي يستطيع إنجازها باستخدام الأدوات البسيطة. أو له أن يلجأ للاستعانة بالمطابع الحديثة، أما الأختام المعدنية فغالباً ما يصنعها حرفي المسكوكات.

أما عن تطور توثيق الهوية في أيامنا هذه. فصار هناك الختم الالكتروني الذي يستخدم في حالة النقود، وكذلك الشيكات. إذ أنه يحوي على رموز وأشكال وشيفرات، تثبت أصالة هذه النقود وخلوها من التزوير. كذلك فإن عملية استخدام اللصاقات الورقية على المنتجات، باتت اليوم تغني عن استخدام الأختام التقليدية. وأيضاً فإن أحد أسهل الأشكال اليوم للتوثيق هو استخدام البصمة الالكترونية، والتي تعد أقل الخيارات السابقة تكلفة، وأكثرها بساطةً، والتي من المستحيل اختراقها أو تزويرها.

إمكانية تزوير الأختام

ليست فكرة تزوير الأختام بجديدة، فقد نشأت نتيجة الحاجة للقيام بأعمال غير قانونية. وكذلك كنتيجة لوجود كثير من ضعاف النفوس. وليس المسوغ مادياً أبداً، إذ أن كلفة التزوير أعلى كثيراً من كلفة صناعة الختم الأصلي. ويبرر من يقوم بهذه الجريمة فعلته بأسباب كثيرة، إلا أن المثل العربي: “عذر أقبح من ذنب” ينطبق عليها جميعاً. وهذا التلاعب والتزوير يؤدي إلى نتائج خطيرة فعلاً. فقد يستخدم ختم هندسي، للحصول على رخصة لبناء طوابق إضافية مثلاً، وهو الأمر الذي من الممكن أن يؤدي إلى كوارث. أو أن يستخدم الختم مثلاً ليوضع على وصفة طبية لطبيب نفسي، ويتم بها شراء بعض العقاقير المخدرة التي لا توصف إلا بموجب وصفة طبية.

إضافة إلى حالة تأنيب الضمير التي يجب أن يقع بها من يقوم صاحب هذا العمل الشنيع، فإنها تعد جريمة يعاقب القانون على القيام بها.

كيف يمكنني الحصول على الختم الخاص بي؟

يسعى كثيرون للحصول على أختام تخصهم، وخاصةً حينما يملكون مشروعاً، ولو كان صغيراً ويدار من المنزل كمشروع هدايا يدوية الصنع مثلاً، لذا لا تتردد في طلب الختم الخاص بك عبر الخدمات المقدمة من موقع كفيل عبر الرابط التالي، وكذلك عبر الرابط التالي.

اظهر المزيد

نعمى علي

كاتبة مقالات حصرية 100%، ومتوافقة مع السيو. -أعمل لدى مدونة كفيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى