تنظيم الوقت أصبح تنظيم الوقت وإدارته من أهمّ الموضوعات التي يتناولها الكثيرون في دراستهم وكُتُبهم، ومن أهمّ ما يتم بحثه وتقصّيه في اجتماعاتهم، ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى ما لمسوه وتوصّلوا إليه حول أهميّة الوقت وإدارته، وكيفية تنظيمه واستغلاله مع الأنشطة العديدة التي يؤديها الفرد في حياته يوميّاً، وكيف أنّ درجة اهتمام الإنسان بالوقت تنعكس إيجاباً على حياة الفرد.
**أهمية الوقت:
تمرّ الساعات ثم الأيام ثم الأشهر ثم السنوات، ويكبر الإنسان، ويلتفت إلى نفسه فيجد بأنه لم يصنع شيئاً، أو إنجازاً في حياته يستحق الفخر أو الاعتزاز بالنفس، ويجد جسده قد ترهّل، وشاخ، وهو لا يزال في عمر الشباب، فتجد ابن الثلاثين من عمره لا يستطيع الركض، ويلهث عند صعود الدرج، كونه قد عوّد نفسه على الجلوس الطويل والكسل، ومن هذا المنطلق يجب على كل شخص أن يستغل كل ثانية في حياته، وذلك بالاهتمام بنفسه على جميع الأصعدة، حتى إذا مرّ به الوقت، يكون قد أنجز ولو الشيء البسيط مما كان يرغب تحقيقه، دون أن يندم على ما فاته من وقت، فكيف ينظم الإنسان وقته مع الاهتمام بنفسه
ويمكن تنظيم الوقت بنجاحٍ إذا اتّبع الفرد النصائح الآتية:
-عمل سجلّ يوميّ يستمر لمدّة أسبوع، يبيّن فيه الفرد تفاصيل الأعمال التي يقوم بها، ويذكر أيضاً ما تمّ القيام به، وكم استغرق من الوقت لإنجازه.
-تصميم جدول مُفصّل؛ يشرح فيه الفرد الأعمال، وتقسيم الوقت لكلّ عمل، فيذكر العمل والساعات أو الدقائق المستغرقة في ذلك العمل، ويذكر مقدار الوقت الذي تمّ هدره لكلّ عمل.
-الابتعاد عن مضيعات الوقت كما أن من أهم الأمور لنجاح الجدول الزمني هي المرونة، ففي حالة خصصت مدة من الوقت غير مناسبة لمهمة، عليك أن تقوم بتغيير الوقت وتخصيص الوقت المناسب لهذه المهمة، ويجب أن تحدد الأمور التي تضيع وقتك.
-تحليل الفرد الجدول الذي وضعه، والبحث عن العوامل التي أدّت إلى ضياع الوقت، ومحاولة البُعد عنها وإزالتها، والبحث عن فرصٍ وطرقٍ جديدة يقوم بها لتنظيم الوقت بشكلٍ أفضل.
-تجنب الأمور التي تشتت حدد الأمور التي تشتتك وتهدر وقتك، هل صديقك يتحدث إليك كثيراً ويضيع من وقتك؟ أم انشغالك بالهاتف هو الذي يشتت انتباهك خلال الدرس؟ وحاول التخلي عن كل هذه الأمور التي لا تجلب لك غير الضغط والتوتر بسبب قلة الإنجاز
-الاهتمام بقضيّة تنظيم الوقت بشكلٍ جدّي، وإدارتهِ إدارةً سليمة، وعدم التعذّر بالانشغال، أو عدم التفرغ.
-الحرص على تنظيم كافّة أعمال الفرد اليوميّة؛ فالأعمال مهما صغُرت فإنّها تحتاج منه إلى التنظيم، وإن لم يُنظّمها الفرد كانت سبباً في ضياع الوقت وهدره.
-تحدّي الإنسان نفسه، وعدم التأثر بالبيئة المحيطة إن كانت مثبطةً ومعوقةً له في تنظيم وقته، وعدم التأثر بالآخرين أو السماح لهم بالتدخّل في حياة الفرد الخاصّة، وفي برنامج أعماله.
يُعدّ الوقت من أندر موارد الإنسان في حياته؛ ذلك أنّ الساعة التي تمرّ لا يأتي غيرها أبداً، وما انقضى وفات لا يمكن تعويضه؛ فهو ليس من الأشياء التي يمكن توفيرها، أو ادّخارها، أو حتّى شراؤها بالأموال الطائلة، بل هو ما يعطي لحياة الإنسان قيمةً ومعنىً؛ ولذلك فالإنسان مُستأمَنٌ على عمرهِ، والرصيد الحقيقي له هو ما تبقّى لديه من أيام من حياته القادمة؛ فهو مسؤول عن هذا الوقت الذي عاشه يوم القيامة.
ذات صلة: