عوائق العمل عن بعد وكيفية مواجهتها بكل سهولة ويسر
لقد انتشر مفهوم العمل عن بعد أو العمل الحر بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، حيث أصبح الكثير من الأشخاص يفضلونه عن العمل الاعتيادي والمكتبي، وبالرغم من عدم قدرتنا على إنكار اتسام العمل عبر الإنترنت بالعديد من المميزات، إلا أنه لم يسلم من العوائق والصعوبات التي تواجه الكثيرون، وبشكل خاص المبتدئين في المجال، لكن من حسن الحظ هناك الكثير من الطُرق والحلول لمثل هذه المعوقات حيث يمكن التغلب عليها والمضي قدمًا في تحقيق النجاح، فهيا بينا نتعرف على أبرز تلك الصعوبات وآلية التغلب عليها.
أبرز عوائق العمل عن بعد وكيفية التغلب عليها
كما ذكرنا سالفًا في أحد المقالات تحت عنوان العمل الحر عبر الإنترنت وأسرار هامة عليك اكتشافها أن هناك فئة كبيرة من الأفراد في مختلف بلدان العالم قد توجهوا للعمل الحر بفضل المميزات العديدة التي يشمل عليها، ولكن للآسف الشديد لم يكن طريق هؤلاء الأشخاص سهل وسلس وملئ بالورود، كونهم واجهوا العديد من المعوقات والمشاكل التي كانت كاف ة بأن تعيدهم عن الطريق، ومن أبرز تلك المعوقات ما يلي:-
- افتقاد الخبرة وسابقة الأعمال
يتسم العمل الحر بتعدد مجالاته، حيث يوجد المئات من المجالات التي يمكن البدء بها، وبالرغم من ذلك نجد أن هناك مئات من الأشخاص يتحملون ضغوط العمل المكتبي التي تفوق طاقتهم بمئات المرات، ويعلقون أعذارهم على شماعات الخبرة حيث يزعمون دائمًا إنهم لا يمتلكون خبرة في أي من مجالات العمل الحر وبالتالي فإن الطريق لهذا النوع من العمل أشبه بالحائط المسدود.
وفي الواقع كل هذه الأمور ما هي إلا مجموعة من الهواجس والأفكار السلبية، فهذا الشخص ذاته قد يقوى على ممارسة مهنته الحالية عن بعد عبر الإنترنت بكل سهولة، فعلى سبيل المثال في حالة افتراضنا أن هذا الشخص يعمل كمحاسب لأحد الشركات فمن الممكن عرض أعمال المحاسبة عن بعد، حيث يوجد مئات من الشركات التي تفضل توظيف محاسبين عن بعد وذلك لعديد من الأسباب مثل عدم توافر الكفاءات المطلوبة بداخل بلادهم وعدم القدرة على تحمل استقطاب كفاءات من الخارج وغير ذلك من الأمور لارتفاع تكلفة السفر والمعيشة وغيرها من الأمور.
وفضلًا عن ذلك وفي حالة افتراضنا أن طبيعة عمل الشخص ومهنته الحالية لا يمكن العمل بها عبر الإنترنت، فليس من الصعب تعلم مجال جديد وخصوصًا في ظل انتشار الدورات المجانية عبر الشبكة العنكبوتية والتي أشارنا لبعض منها في أحد المقالات السابقة تحت عنوان اقوى دورات اون لاين لتعلم مجالات العمل الحر حيث يمكنه اختيار المجال والدورة التي تروق له والبدء بها على الفور.
- عدم القدرة على الموازنة بين الحياة العملية والاجتماعية
بعد قراءتك للجملة السابقة فبكل تأكيد أنك تشعر بالتعجب، كون أنه من المعروف أن هذه المشكلة من أكبر مشاكل العمل المكتبي حتى أن البعض يلجاؤن للعمل الحر للتغلب عليها، ولكن قد يصدمون بأن الوضع ازداد سواءً حيث أصبحوا مستغرقون في العمل طوال حتى أن حياتهم الاجتماعية اقتربت على الفناء.
ولكن هذه المشكلة ليست بالعميقة أو الصعبة حيث يمكن للشخص حلها عن طريق عدة طرق، وذلك مثل تحديد وقت محدد للعمل والتواصل مع العملاء عبر حسابات اجتماعية وبريد إلكتروني وهواتف مخصصة للعمل فقط، بحيث يتم إغلاقها بعد الوقت المحدد ومنع أي تواصل، هذا كما قد يُحدد الشخص لذاتهِ يوم أو يومين كإجازة أسبوعية بحيث يمتنع خلالهم عن تلقي أي طلبات عمل وبالتالي يكون متفرغ خلالهم لأسرته وعائلته.
- التعرض للإزعاج والضوضاء المستمرة
قد تكون هذه المشكلة واحدة من بعض المشاكل التي تواجه المبتدئين في العمل عن بعد حيث يكون المنزل ملئ بالضوضاء والإزعاج وبشكل خاص في حالة تواجد أطفال به، كما قد يكون هناك سوء فهم لدى أفراد الأسرة كونهم لا يقدرون أن الشخص الجالس أمامهم يعمل ولديه مهام لابد من انجازها فيتعاملون معه وكأنه متفرغ أو غير مرتبط بمواعيد عمل وبالتالي من حقهم طلب ما يشاءون وقتما يشاءون.
ولكن من السهل التغلب على هذه المشكلة عن طريق تخضير غرفة مخصصة للعمل بحيث تكون بعيدة عن الضوضاء وأي إزعاج، هذا بالإضافة لتحديد أوقات محددة للعمل حيث لا يجوز لأي شخص التوجه للغرفة والتسبب في الإزعاج تحت أي حال من الأحوال.
- افتقاد الشغف والإبداع
بكل تأكيد هناك بعض الأعمال التي تعتمد بشكل رئيسي على العنصر الإبداعي، وذلك مثل مجال التصميم والتأليف وغيرهم، لكن قد يجد الشخص أن طاقته الإبداعية تتهاوى شيء فشئيًا حتى أصبح يشعر بعدم الرغبة في العمل أو القدرة على إنتاج شيء جديد ومميز، وفي الحقيقة أن هذه المشكلة لا تواجه من يعملون بمجال العمل الحر فقط بل من يعملون من المكتب أيضًا، ويمكن التغلب عليها عن طريق ما يُسمى التغذية البصرية والاطلاع الدائم على كل ما هو جديد بالمجال، حيث أن مثل هذه الطريقة تولد الكثير من الأفكار بداخل ذهن الشخص، هذا كما أن الشخص قد يحتاج لإجازة قصيرة نوع ما حيث يقوم بتغيير المكان والسفر للتنزه وتغيير الجو العام، وذلك حتى يستعيد شغفه للعمل مرة أخرى.
- الأعطال الفنية
بكل تأكيد يحتاج العمل عبر الإنترنت لبعض المقومات الأساسية وذلك مثل حاسوب جيد واتصال دائم بشبكة الإنترنت، وهنا نجد أنه من المحتمل حدوث أي مشاكل أثناء العمل، وذلك مثل بطء الإنترنت أو انقطاعه، وكذلك تعرض الحاسوب لعطل مفاجئ، وبالرغم من صعوبة حل مثل هذه المشاكل إلا أنه يمكن تفاديها ببعض الحلول البسيطة، فعلى سبيل المثال يمكن توفير مصدر آخر للإنترنت كمصدر مؤقت وذلك مثل شحن فلاشه للإنترنت بحيث يتم استخدامها في أوقات انقطاع الاتصال بشبكة الواي فاي، هذا وفي حالة ما إذا كان الوضع المادي جيد يمكن امتلاك كل من جهاز حاسوب مكتبي وجهاز لوحي، بحيث إذا ما حدث عطل في أحظ الجهازين يتم استخدام الآخر بوضع مؤقت لاستكمال العمل وعدم التأخير عن مواعيد التسليم النهائية.
- نظرة المجتمع
للآسف الشديد تعد هذه المشكلة واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه من يعملون عن بعد، كون أن أغلب الأقارب والأصدقاء يتعاملون معهم كأنهم بدون عمل أي ينظر للشخص كأنه شخص عاطل بل أن الأمر يصل بالبعض إلى أنه يعطي نفسه الحق لطلب هذا الشخص في أي وقت، وبكل تأكيد أن مثل هذه التصرفات تنعكس بشكل سلبي للغاية على الحالة النفسية لمن يمتهن العمل الحر، ولكن إذا كنت تريد النجاح الحقيقي فعليك أن لا تعتري لمثل هؤلاء الأشخاص، وأن تفرض عليهم بعض الضوابط، فعلى سبيل المثال لا تجد حرجًا في عدم مقابلة أي منهم أتى لمنزلك بدون سابق موعد وأثناء الوقت المحدد لعملك.
- عدم انتظام الدخل المادي
من بين الفروق الأساسية بين العمل الحر والعمل عبر الإنترنت هو الدخل المادي وخصوصًا من يعمل بنظام القطعة أي بدون راتب شهري ثابت، حيث يكون الدخل الشهري له مرتفع تارة ومنخفض أحيانًا بل قد لا يكون هناك أي دخل في أحد الشهور وهو ما يعرض الشخص بطبيعة الحال لمأزق مالي كون أن متطلبات الحياة والمصروفات اليومية لا تتوقف.
ولكي تتجنب الوقوع في مثل هذا المأزق عليك أن تتعامل مع الأموال بحكمة، ففي حالة الحصول على دخل مرتفع يتم تخصيص جزء لمتطلبات الحياة وادخار الجزء الباقي أو حتى استثماره بطريقة ما، بحيث يتم الاعتماد عليه في أوقات الركود، هذا كما يفضل أيضًا عدم الاكتفاء بالعمل مع عميل واحد فقط بل توسيع قاعدة العملاء، بحيث ما إذا حدث مشكلة ما مع عميل يكون هناك بديل آخر.
كلمات أخيرة
وفي نهاية المطاف نذكرك عزيزي القارئ بأن النجاح لا يولد بين عشية وضحاها، فالأمر يتطلب المثابرة والكفاح وعدم الاستسلام لأي من المعوقات الخارجية، لذلك عليك أن تكن واثق الخطى تمضي قدمًا في طريقك دون أي خوف أو قلق، وأعلم أنه لو كانت رحلتك سهلة وميسرة ما شعرت بلذتها، كما أنه يوجد الكثير من المجالات البسيطة التي يمكنك البدء بها بجانب رحلة تعلمك لمجال آخر وذلك مثل التفريغ الصوتي، وتجدر بينا الإشارة إلى أن موقع كاف للخدمات المصغرة والمسابقات يحتوي على قسم التفريغ الصوتي الذي يمكنك من خلاله عرض أعمالك والحصول على طلبات عمل جديدة.