يتساءل الكثير من الأشخاص حول كيفية إعادة صياغة المقالات العربية بشكل احترافي ومُميز، بحيث يتم إيصال الفكرة العامة للقارئ بشكل بسيط وسلسل، دون ترك فرصة للملل والفتور بالدخول إلى ذهنه وقلبه، وفي الحقيقة لا تُعد إعادة الصياغة الاحترافية أُمر صعب أو مستحيل بل هو يتطلب بعض من المهارات والتدريب ومعرفة بعض القواعد البسيطة التي سوف نتطرق لها في السطور القادمة.
مفهوم إعادة صياغة المقالات والهدف منها
في البداية دعني أوضح لك مثال بسيط للغاية، وذلك من خلال قراءة الجمل التالية.
• ذهب الطفل إلى النادي مع والده.
• اصطحب الأب ابنه للنادي.
• توجه الطفل مع والده للنادي
• توجه الأب للنادي برفقة ابنه.
فعند محاولتنا لوضع مفهوم لعملية إعادة صياغة المقالات يمكننا القول بأنها عبارة عن القيام بالقراءة الجيدة للنص المكتوب، ومحاولة التعبير عنه لكن بالاعتماد على مفردات لغوية جديدة، بحيث يتم إيصال الفكرة للقارئ بشكل أبسط وأسهل، وهنا لابد من الإشارة إلى أن إعادة صياغة المقالات لا تعني مجرد استبدال كلمة بأخرى، ولكنها فن بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ حيث تتطلب مهارات العديد من المهارات اللغوية والقدرات الذهنية.
ولعل التساؤل الذي يطرأ في ذهنك الآن ما هو الغرض من إعادة صياغة النصوص المختلفة أو بمعنى آخر ما الفائدة التي يتم جنيها من تلك العملية؟ وبكل تأكيد أنه سؤال سديد للغاية، ويُنم عن مدى ذكائك واهتمامك بالأمر، وفي الحقيقة نجد العديد من الأهداف لعملية إعادة الصياغة، وذلك مثل تحسين الأسلوب الإنشائي للنص، فربما يكون النص الأصلي يتكون من جمل ركيكة أو معقدة يصعب فهمها بسهولة، وهو ما يتطلب إعادة عرض للموضوع بشكل آخر، بحيث يخدم نفس الفكرة الرئيسية ولكن وضع الكلمات والمفاهيم في نصبها الصحيح، كما قد يكون الهدف من إعادة الصياغة أيضًا هو التفسير العلمي للمفاهيم المختلفة، حيث يكون النص ملئ بالمفاهيم التي يصعب على العامة فهمها بسهولة، وهو ما يتطلب إعادة صياغتها.
وتُمثل عملية إعادة صياغة المقالات أهمية خاصة بالنسبة لمالكي المواقع الإلكترونية الهادفة الربح، فعلى سبيل المثال ولنفترض أنك تمتلك موقع إلكتروني تعرض به مقالات متنوعة، وترغب في عرض موضوع للقارئ بعنوان وصفات طبيعية للتخلص من الكرش، وهنا بمجرد بحثك عبر محرك البحث جوجل سوف تجد ملايين المواقع قد تطرقت لهذا الموضوع من قبل، وما يُزيد الأمر صعوبة هو أن هذه الوصفات تكون عبارة عن مكونات ثابتة، فهل هذا يُعني تخليك عن الفكرة؟ بكل تأكيد لا، فالحل الوحيد في هذا الموقف هو التوجه لعملية إعادة صياغة المقالات ولكن بشكل احترافي ومميز ومبسط، بحيث يجذب إليك كل من عناكب البحث والزوار فيشعر كلاهما كأن هذا الموضوع جديد يقرأه للمرة الأولى، وهنا تجدر بينا الإشارة إلى أن موقع كاف للخدمات المصغرة والمسابقات يشمل على قسم كتابة وترجمة والذي يشمل على المئات من محترفي إعادة الصياغة للنصوص، حيث يمكنك الاستعانة بأحد منهم كلما اقتضت الضرورة ذلك.
أهم الأمور التي يجب مراعاتها عند إعادة الصياغة
تُعد عملية إعادة الصياغة وكتابة المقالات بوجه عام من الأمور السهلة والبسيطة، كما إنها لا تتطلب الكثير من الخبرة وهذا قد وضحناه لمتابعينا من قبل في مقال بعنوان كيف تكتب مقالا ناجحا واحترافي؟ ولكن هذا لا ينفي وجود بعض الأمور الهامة التي يجب الانتباه إليها، وذلك مثل:-
- القراءة جيدًا: في البداية لابد من القراءة الجيدة للمقال المُراد إعادة صياغته، والتأكد من فهمه جيدًا وخصوصًا الفكرة الرئيسية للموضوع.
- معنى الجملة: حتى تتمكن من كتابة موضوع جيد ومميز، لابد من الحرص على أن يكون معنى الجملة الجديدة مماثل تمامًا للجملة الأصلية، وهنا يكون الاعتماد الرئيسي على الحصيلة اللغوية والمفردات المتراكمة لدى الكاتب، والتي سوف تزداد شيء بشيء مع كثرة الممارسة.
- الاهتمام بعلامات الترقيم: من المهم للغاية الاهتمام بعلامات الترقيم وكيفية استخدامها، فعلى سبيل المثال لابد من الفصل بين الجمل باستخدام الفاصلة، ووضع النقطة في نهاية الفقرات وغيرها من الأمور.
- الأخطاء النحوية: التدقيق اللغوي والنحوي واحدة من أهم أسس الكتابة الصحيحة، وهذا الأمر قد تحدثنا عنه سابقًا في مقال بعنوان كتابة المحتوى.
- مراعاة الاقتباسات: عند وجود أي اقتباس أو أحاديث أو عبارات وحكم وما شابه ذلك، فمن المهم للغاية وضعها كما هي، حتى لا يختل المعنى.
- المراجعة: لا تنسى بعد الإنتهاء من إعادة الصياغة أن تقوم بقراءة المقال مرة أخرى، حتى تكتشف أي خطأ لغوي او نحوي، كما عليك أن تضع نفسك موضع القارئ وتكتشف ما إذا كانت الفكرة الرئيسية للمقال واضحة أم لا.
وبذلك نكون قد تطرقنا سويًا لأبرز النقاط الهامة حول إعادة صياغة المقالات والتي يُمكننا اعتبرها نقطة انطلاقة لك في مجال العمل الحر عبر الإنترنت، لكن عليك في البداية التدريب جيدًا ومحاولة القيام بإعادة صياغة عدد من المقالات حتى تتقن الأمر.
4 تعليقات