نجاح الشركات الناشئة هو – بلا شك – الهدف الأساسي من استراتيجيتها التسويقية. فالنجاح هنا يعني أن يُصبح مشروعك الناشئ معروفًا لدى قطاع كبير من الجماهير، ليتحول عدد كبير منهم إلى عملاء. ولا شكَّ أنك تعرف الكثير من أساليب النجاح والانتشار المتبعة بين أصحاب المشاريع الناشئة من حولك. إلا أننا لسنا هنا لنتحدث عن تلك الطرق التقليدية التي تأتي بنتائج محدودة. وإنما لنستعرض معًا أفضل أساليب النجاح وأكثرها إبداعية، مستشهدين في ذلك بما فعلته كبرى الشركات والعلامات التجارية.
أسرار نجاح الشركات الناشئة
يحتاج أي مشروع في بدايته إلى الخروج إلى النور، فيتعرف الناس على هذ المشروع وأهدافه ومزاياه، وما إن يجدونه مفيدًا لهم حتى يتحدثون عنه وينشرونه بين أقربائهم وأصدقائهم ومعارفهم. وعلى الرغم من تعدد الطرق المتبعة في الانتشار، إلا أنا وجدنا من بينها طرقًا أكثر إبداعية وفعالية؛ فتمكَّن متبعوها من الانتشار بسرعة كبيرة جدًّا، محققين بذلك نجاحًا ساحقًا. وهو ما لفت إليهم أنظار العالم أجمع. دعونا نتحدث الآن عن أهم 5 من أسرار نجاح الشركات الناشئة فيما يلي مع ذكر مثلة حية:
1- اجعل المشاركة مفيدة للجميع
أول سر لدينا من أسرار نجاح الشركات الناشئة أن تُصبح مشاركة مشروعك مفيدة للجميع. ولكن… ما المقصود بأن تكون المشاركة مفيدة للجميع؟! دعنا نأخذ مثالاً توضيحيًّا لهذه النقطة: فلنفترض أنك بحاجة إلى التواصل الدائم عبر مكالمات الفيديو أو المكالمات الصوتية أو حتى الرسائل النصية مع أقربائك أو زملائك في العمل. وإذا بك تكتشف أن برنامجًا جديدًا قد صدر ليوفر لك هذا النوع من الاتصال بجودة عالية وتكلفة أقل. فلا شك أنك في مثل هذه الحالة لن تكتفي باستخدام هذا البرنامج فحسب، بل ستشاركه مع من تتواصل معهم لتتمكن من التواصل عبر هذا البرنامج ويستفيد كلا الطرفين مما يقدمه من ميزات إضافية. وبالتالي فإنك تُمثل هنا ذلك العميل الذي قام بالتسويق لمشروع ما، لا بهدف التسويق في حد ذاته، وإنما لتعم الفائدة عليه وعلى أصدقائه من وراء تلك المشاركة.
2- اجعل للمشاركة قيمة عاطفية
وهو ما يعني أن تجعل لمنتجك شكلاً من أشكال التأثير العاطفي في الآخرين، فيحرصون على مشاركته بدافع تلك العاطفة. لعل أول ما نتذكره عند الحديث عن هذا السر تحديدًا من أسرار نجاح الشركات هي شركة كوكاكولا. فقد أقدمت الشركة على استبدال شعارها الموجود على الزجاجات والعلب بأسماء آلاف الأشخاص. وهي قيمة عاطفية جعلت الكثيرين يحرصون على شراء العلب المكتوب عليها أسماء أصدقائهم وأقربائهم لمشاركتها معهم. ولك أن تتخيل حجم الزيادة في مبيعات المنتج في هذه الفترة، التي أصبح خلالها المستهلك لا يشتريه لنفسه فحسب، بل يحرص كذلك على إهداء الآخرين به لإسعادهم. وعلى هذا النحو تجد العديد من الشركات التي قررت في فترة ما أن تربط مشاركة منتجاتها بقيمة عاطفية لدى المستهلك فحققت نجاحًا باهرًا وانتشارًا واسعًا خلال وقت قصير.
3- ضع هدفًا تحفيزيًّا لشراء منتجك
فمن الطبيعي أن يكون لمنتجك هدف تقليدي معروف، إلا أن هناك من الأهداف التحفيزية ما قد يُشجع الكثيرين على اقتناء هذا المنتج. فلا بد أنك تعرف كاميرا جو برو الرقمية الشهيرة وما تتميز به من وزن خفيف يُتيح لصاحبها حملها في أي مكان لتسجيل لقطاته المفضلة. ولكن عندما تسأل نفسك عن سبب الانتشار الكبير لهذه الكاميرات على وجه التحديد، سوف تجد أن القائمين على التسويق لا يبالغون في عرض المميزات بالشكل التقليدي المعتاد، وإنما كان السبب الرئيسي في هذا الانتشار هو امتلاء شاشات المتاجر وقنوات اليوتيوب بالمقاطع المليئة بالحركة والحيوية، قام عملاء رياضيون بتصويرها. وكأن الشركة توصل رسالة للفئة المستهدفة مفادها أنك ستصبح بطلاً بمجرد اقتناء هذه الكاميرا، أو أنك ستبدو بمثل هذه الخفة والرشاقة والجاذبية عند توثيق ذكرياتك بها. وبذلك تكون جو برو قد استفادت من تجارب عملائها المميزين في تحفيز عملاء جدُد على الشراء، مما ساعدها على الانتشار والنجاح.
4- عبر عن الأشخاص العاديين
ويكمُن هذا السر في الخروج عن المعتاد في الإعلان عن منتجك بتبني فكرة ترى أن مجتمعك بحاجة إليها. فالطبيعي والذي ألفناه جميعًا لفترات طويلة، أن تأتي الحملات التسويقية لمنتجات التجميل والعناية بالبشرة والشعر بفتاة نحيفة ذات مواصفات جمال قياسية للإعلان عن المنتج. حتى أتت الحملة التسويقية لدوف بصفتها بديل طبيعي لمنتجات التجميل التقليدية، فجاءت بفتاة عادية تتحول أمامنا إلى فتاة فاتنة بعد إجراء بعض التعديلات البسيطة والمتاحة على مظهرها. بالفعل كانت الفكرة مقنعة، وموجهة للكثيرات ممن رأين أنفسهن في هذه الفتاة العادية، وشعرن أن الإعلان يخبرهن أنه بإمكان أيٍّ من هنَّ سرقة الأضواء هكذا. وكانت نتيجة ذلك أن شاهد ما يزيد عن 18 مليون شخصًا هذا الإعلان، ونجحت دوف في بناء علامة تجارية داعمة للجمال الطبيعي بطريقة مختلفة.
5- استشهد بعملائك إذا كان استخدام منتجك قد ينطوي على مخاطرة
فالإقبال على استخدام بعض المنتجات أو الاستفادة من بعض الخدمات المُقدَّمة حديثًا في المشاريع الناشئة قد ينطوي على بعض المخاطر التي تجعل الناس يتجنبون تجربة هذا الشيء الجديد. فمثلاً عندما انطلق تطبيق أوبر لنقل الركاب، واستوعب القائمون عليه ما يشعر به المستخدمون من خطر حيال سيارات الأجرة غير المرخصة، قرر الاستفادة من عملائه الحاليين بعرض مشاوير مجانية عليهم في مقابل إحالة أصدقائهم وإبلاغهم عن التطبيق وميزاته. وهنا يكون العميل الحالي قد طمأن أشخاص آخرين إلى أمان وموثوقية هذه الوسيلة من وسائل المواصلات، فيزيد انتشار المشروع ويتضاعف أعداد مستخدميه.
كلمة أخيرة
ها نحن قد تحدثنا عن بعض أسرار نجاح الشركات الناشئة المجربة والموثوقة. ويُمكنك الآن تطبيق أي من تلك الأسرار على مشروعك لترى النتيجة بنفسك. مع العلم أنه بإمكانك ابتكار طريقتك الخاصة والمميزة التي تلائم مشروعك بشكل خاص. والتي قد تجعلك محور حديثنا في مقالٍ لاحق. وهنا تجدر الإشارة إلى إمكانية الاستعانة بإحدى خدمات التسويق الإلكتروني المتوفرة على موقع كاف للخدمات المصغرة والمسابقات بأسعار تنافسية؛ لضمان نجاح خطتك التسويقية على يد خبراء محترفين.
المصدر: ترجمة بتصرف من entrepreneur