كيف تبتكر فكرة مشروع عمل رائدة

يبحث الكثيرون من محبي الاستقلال وريادة الأعمال عن أفكار مشاريع جديدة ومتميزة تُحقق طموحهم. قد يكون أحدهم محظوظًا فتحضره الفكرة سريعًا وقد يحتار آخر في العثور على فكرة المشروع التي ترضي طموحه. هنا تجدر الإشارة إلى أن أفكار المشاريع لا تنجح في المُطلق ما لم تكن مبنية على التفكير المنطقي الذي يعتمد بشكل أو بآخر على توافق هذه الفكرة مع بعض المعطيات مثل طبيعة السوق، ومدى تشبعه، وغير ذلك. ونظرًا لما هو قائم في الآونة الأخيرة من منافسة شرسة في سائر المجالات، أتينا إليك الآن بمجموعة من النصائح التي تساعدك على ابتكار فكرة مشروع رائدة تتميز بها بين رواد نفس المجال وتلبي بها احتياجات عملائك في المستقبل، فتابعنا.

كيف تبتكر فكرة مشروع عمل رائدة

أنت الآن بصدد العثور على فكرة لمشروعك الجديد. والفكرة الجيدة لا تأتي من تلقاء نفسها؛ فأنت بحاجة إلى تطبيق بعض الأمور، التي تُحدد من خلالها هدفك من المشروع وتُجيب بها عن الكثير من الأسئلة التي تجعلك تصل إلى فكرة مشروع رائدة عملية قابلة للتطبيق، وليست فكرة هلامية لا تستطيع الإمساك بها وتطبيقها على أرض الواقع. وها نحن نخبرك كيف يُمكنك ابتكار مثل هذه الفكرة في النقاط التالية:

1- حدد هدفك من إنشاء مشروعك

كيف تبتكر فكة مشروع عمل رائدة
كيف تبتكر فكرة مشروع عمل رائدة

لنكُن صريحين معك، إنشاء مشروع ليس بالأمر السهل، فقد تكون أصعب تجربة ستخوضها في حياتك. لذا، من المهم أن تُحدد هدفك الحقيقي من وراء هذا المشروع. فبعض المقبلين على إنشاء مشروع جديد يكونون متحمسين لنشر فكرة ما أو لحل مشكلة معينة، في حين أن الهدف الذي يسعى له الغالبية العظمى هو الحرية واختيار نمط الحياة الذي يريدونه. وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية ألا يكون الهدف الأساسي والوحيد من إنشاء المشروع هو كسب المال؛ إذ قد تُصاب بالإحباط سريعًا عندما تكتشف أن مشروعك – مثله مثل الغالبية العظمى من المشاريع – لن يُدر عليك دخلاً مُرضيَا إلا بعد فترة لا بأس بها من العمل الجاد. لذا يجب أن يكون لديك هدفًا آخر يدفعك إلى مواصلة العمل طوال هذه الفترة.

2- حدد مصدر تمويل المشروع

فأي مشروع – وإن صغُر – يحتاج إلى رأس مال لتمويله في البداية. بالطبع يختلف حجم رأس المال اللازم لإقامة المشروع باختلاف حجم هذا المشروع وطبيعته. إلا أنه من الضروري أن تحدد أثناء تحديدك لفكرة مشروعك الجديد المصدر الذي ستعتمد عليه لتمويل هذا المشروع، سواء كان من مدخراتك الخاصة أو بالاستعانة ببعض المستثمرين أو غير ذلك.

3- ادرس إمكانية العمل في مشروعك بدوام جزئي

فمن الطبيعي ألا يتمكن معظم الأشخاص المقبلين على إنشاء مشاريع جديدة من ترك أعمالهم الحالية والتفرغ للعمل بهذا المشروع. وهنا يضطرون إلى العمل فيه بدوام جزئي بعد الانتهاء من الدوام الأساسي للعمل. وذلك ما يستمر عادةً حتى يبدأ المشروع الجديد في إدخال عائد يُمكنهم من الاستغناء عن الوظيفة. فإن كنت من هؤلاء… تأكد قبل إقدامك على إنشاء المشروع من قدرتك على مواصلة العمل به بعد انتهاء دوامك في عملك الحالي.

4- فكر في الأشياء التي تحبها

فأفضل طريق لتحقيق الدخل من مشروع جديد هو البحث عن الشغف أو الهواية المفضلة، وتحويلها إلى مشروع يدر دخلاً. وبالنظر إلى المشاريع المميزة القائمة في وقتنا الحالي، نجد أن الكثير منها معتمدًا على هواية أو شغف قديم لدى صاحب هذا المشروع. وهو ما يجعلك متحمسًا لتعلم المزيد عن مجال مشروعك، ويعينك على تحمل ما ستواجهه من ضغوطات حتى تخرج بمشروعك هذا إلى النور، وتحقق منه نتائج مرضية.

5- فكر فيما يزعجك واسأل الآخرين عما ينقصهم

كيف تبتكر فكرة مشروع عمل رائدة
كيف تبتكر فكرة مشروع عمل رائدة

قد تبدو هذه الخطوة غريبة إلا أنها في غاية الأهمية عند البحث عن فكرة مشروع ناجحة. فالتفكير المستمر فيما ينقص يومك بشكل عام، والبحث عن أفضل الحلول التي قد تُسهل من قيامك أنت ومن حولك بالمهام المختلفة، قد يقودك إلى العثور على فكرة مميزة يُمكنك تطبيقها والانفراد بها للمساعدة في تيسير الروتين اليومي. وهنا لا تنسَ سؤال الآخرين أيضًا عما ينقصهم ويحتاجونه لتسهيل حياتهم. وبهذا تكون قد تأكدت من أن هناك احتياج حقيقي لدى الناس لما تقدمه لهم من خلال هذا المشروع.

6- فكر في احتياجات الناس في المستقبل

إذ يُمكنك الوصول إلى أفكار مشروعات رائدة أيضًا عند التفكير في المستقبل وما سوف يحتاجه الناس في ذلك الوقت. فانتشار التكنولوجيا بشكل كبير وغزوها لشتى مناحي حياتنا من شأنه أن يخلق مشاكل جديدة أو متطلبات أخرى عديدة يُمكنك البحث بينها لإيجاد فكرة مشروعك القادم. فلك أن تتخيل مثلًا أنه مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي قد تُشكل حماية الخصوصية مشكلة، كما ستظهر حاجة ملحة إلى تعلم آليات التسويق الرقمي المختلفة عبر تلك المنصات. وعلى هذا النحو عليك التفكير في مستقبل المجال الذي تريده وما قد يلزمه من ملحقات تدعم هذا المجال. وبهذا تكون قد عثرت على فكرة مشروع قوية ومبتكرة وغير مسبوقة في الوقت ذاته.

7- ابحث في المجالات المتنامية

يتأثر أي مشروع جديد بحجم العرض والطلب عليه. لذا كان من الذكاء البحث عن أفكار في المجالات التي يزداد فيها الطلب بشكل مستمر. ولمعرفة ذلك يُمكنك مراقبة السوق فترة زمنية جيدة مع الاطلاع على آخر الإحصاءات بين الحين والآخر.

8- فكر في التقدم المنطقي للمشاريع الأخرى

ليس من الضروري أن تُنشئ الفكرة من جذورها، وإنما يُمكنك النظر إلى المشاريع الموجودة والناجحة، والبحث فيما ينقص هذه المشاريع لتحظى خدماتها باستحسان وإقبال أكثر مما هي عليه الآن. وهنا يُمكنك إنشاء مشروع يحمل نفس فكرة مشروع سابق، مع إضافة لمساتك الخاصة التي ستميزه عن غيره في السوق. وبهذا فأنت لم تكلف نفسك عناء اختراع العجلة، وإنما صنعت لها إطارًا جديدًا جيدًا فحسب.

9- استغل خبراتك وعلاقاتك

إذا كنت تعمل في مكان ما منذ فترة، وقد حققت فيه نجاحًا معتبرًا واكتسبت خبرة وكونت علاقات، فلماذا لا تُحيل هذه الخبرة وتلك العلاقات لصالحك، فتُنشئ مشروعك في نفس المجال؟! قد يكون الوقت قد حان الآن لتستفيد مما جنيته على مدار سنوات حياتك، وتبدأ في الاستقلالية في نفس المجال الذي انشغلت به أعوام وأعوام.

10- ابحث عن ميزة تنافسية

ففي الوقت الذي تقرر فيه البدء في مشروع جديد شبيه لمشروعات أخرى قائمة بالفعل، تأكد من قدرتك على توفير ميزة تنافسية، تدفع المستهلك إلى شراء منتجك بدلاً من المنتج المتوافر أمامه منذ فترة. قد تتمثل تلك الميزة التنافسية في جودة المنتج التي يستطيع المستهلك ملاحظتها بسهولة، كما قد تتمثل في تخفيض ثمن ذلك المنتج، بحيث يحصل عليه المستهلك بسعر أقل من المعتاد.

11- تحقق من صحة فكرتك

كيف تبتكر فكرة مشروع عمل رائدة

بعد أن توصلت إلى فكرتك، تأتي مرحلة التحقق من هذه الفكرة. وهو ما يتم القيام به عن طريق الحديث عن فكرة المشروع أمام أشخاص آخرين، ومحاولة أخذ ملاحظاتهم ومقترحاتهم في الاعتبار عند التخطيط للمشروع والبدء في تنفيذه. وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية انتقاء الأشخاص الذين ستتحدث إليهم عن فكرة مشروعك الناشئ؛ بحيث يكونوا ذوي رأي صائب، ولاستبعاد احتمال أن تتحدث إلى شخص غير موثوق فيه فيسرق فكرتك مثلاً.

12- لا تتطلع إلى الكمال

المقصود هنا أن تبدأ في تنفيذ فكرتك فور تكوينها والتحقق من صلاحيتها، دون الانتظار إلى تنقيح الفكرة تمامًا أو إحكام السيطرة على جميع جوانبها، فهذا من المستحيل في بداية أي مشروع. فأنت – بلا شك – ستتعلم الكثير أثناء رحلة التطبيق، وستظهر أمامك العديد من التفاصيل التي كان من الصعب تخيلها منذ البداية.

13- انفتح على التغيير

وهذه النصيحة ليست قاصرة على بداية إنشاء مشروعك فحسب، بل تمتد معك طوال مسيرتك في مجال ريادة الأعمال. وهو ما يعني أن تكون لديك المرونة والقابلية للتغيير في فكرتك وتنقيحها وفقًا لمتطلبات السوق، لمواكبة العصر ومواجهة تحدياته.

كلمة أخيرة

ابتكار أفكار مشاريع عمل رائدة ليس بالأمر السهل، لكنه أيضًا ليس بالصعوبة التي تتخيلها؛ فبمجرد فهم هدفك الحقيقي من إنشاء مشروع جديد إلى جانب دراسة السوق الذي ترغب في اقتحامه دراسة متأنية، ستصل إلى فكرة جيدة يُمكنك الانطلاق منها في مشروع جديد ناجح. أما إذا كنت تشعر بالحيرة والتشتت، فيُمكنك الاستعانة بإحدى خدمات استشارات المشاريع المتوفرة على موقع كفيل للخدمات المصغرة والمسابقات، حيث تجد الخدمة التي تريدها بجودة عالية وأسعار تنافسية.

المصدر: ترجمة بتصرف من Freelancer

اظهر المزيد

أميرة فهمي

أميرة فهمي مترجمة وكاتبة، أهتم بالعمل الحر وكل ما يلزمه من مهارات، وأسعى إلى نشر تلك الثقافة بين المجتمعات العربية، وقد أُتاح لي التدوين في مدونة كفيل هذه الفرصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى