لماذا الدينار الكويتي أغلى عملة في العالم؟ اختارت الكويت ربط الدينار بالدولار بشكل ثابت كنظام محدد لسعر الصرف، أي أن سعر صرف الدينار لا يتغير بالعرض والطلب عليه انما بتغير سعر الدولار العالمي ويساوي الدينار الكويتي الواحد تقريباً 3.32 دولار.
تاريخ عملة الكويت:
أصدر الدينار الكويتي كعملة رسمية للكويت عام 1960 ميلاديًا بعدما كانت الروبية الخليجية هي السائدة في جميع دول الخليج، ومنذ نشأة هذه العملة وهي مرتبطة تمامًا بالدولار الأمريكي وهذا ما يمنحها قيمة أعلى وثابتة.
و لا تتغير إلا بتغير الدولار وفي العادة الدولار يتغير للأعلى وليس للأسفل، هذا بجانب امتلاك الكويت لمعدلات كبيرة جدًا من النفط جعلتها سادس أكبر احتياطي نفطي في العالم، وهذا يؤثر بالتأكيد على مكانة العملة ومقداره.
وقد سجلت الإحصائيات أن الكويت عائدها المادي من النفط يتجاوز التسعين بالمائة من دخل الدولة أجمع، مما يجعل الدولة لديها فائض مالي كبير يزيد عن حاجتها وهذا يسهم كثيرًا في ارتفاع قيمة العملة.
ولا ننسى معدل نصيب الفرد الكويتي والذي يحتل مرتبة من ضمن العشرة الأوائل على مستوى العالم، والقوة الاقتصادية للبلاد تنمو بدرجة مأهولة، كل هذه العوامل وأكثر جعلت من الدينار الكويتي يحتل المرتبة الأولى في سعر الصرف العالمي.
ولكن.. لماذا عملة الكويت هو أغلى عملة في العالم ؟
* إنها عملة ذات سعر ثابت، لذلك فهي تحافظ على قيمتها العالية دون أن تتأثر مباشرة بقوانين العرض والطلب في السوق.
* الكويت لديها ما يقرب من 10 ٪ من احتياطيات النفط في العالم.
* يمثل البترول ما يقارب من نصف الناتج المحلي الإجمالي.
* الكويت لديها نظام مصرفي متطور (يمكنه الحفاظ على هذا المعدل الثابت على الدوام).
* تنقسم عملة الكويت الواحدة مثلا الدينار الكويتي إلى مئات (على سبيل المثال دولار واحد يساوي 100 سنت) ، ينقسم الدينار إلى آلاف (1 دينار يعادل 1000 فلس).
* لديها المزيد من الصادرات مقارنة بوارداته، وهذا يعني أن البلدان التي تعتمد على السلع الأساسية التي تصدرها الكويت (مثل النفط) تضطر لدفع الأموال بالدنانير (عملة البلد المصدر) مما يخلق طلباً هائلاً على عملتها.
الخلاصة:
الآن اختارت الكويت ربط عملتها أي الدينار الكويتي بالدولار بشكل أساسي ضمن سلة العملات، ولكن ليس ربطها فقط والسماح لها بالتغيرات، بل قامت بربطها بشكل ثابت كنظام محدد لسعر الصرف، أي أن التغيرات التي يشهدها الدينار مرتبطة بالتغيرات التي يشهدها سعر الدولار الأمريكي عالميًا، وغير مرتبطة بالعرض والطلب أيضًا على الدينار الكويتي.
ما الذي يعنيه ربط العملة؟
ذكرنا أن هناك نظامين أساسيين لتقييم العملة، الأول هو نظام الصرف الثابت، الذي يتم خلاله تثبيت سعر العملة، إما إلى عملة واحدة، وإما إلى سلة عملات.
وهذا ما يسمى ربط العملات: إذ يمكننا القول إن هناك تبعية اقتصادية للدول النامية للدول المتقدمة اقتصاديًا، إذ تتحكم الدول المتقدمة بأسعار النفط وقيمته وتسويق المنتجات، وهو ما يجعل اقتصادات الدول النامية تعتمد بشكل كامل على الدول المتقدمة، ومن هنا تأتي فكرة الربط.
ومن واقع فكرة القوة الاقتصادية، اختار كثير من دول العالم ربط عملاتها بالدولار كمعظم دول الخليج، وذلك بحكم أن الاقتصاد الأمريكي هو أكبر اقتصاد في العالم، بالإضافة إلى الاستقرار السياسي، ولأن الدولار عملة التسعير لأهم سلعة وهي النفط، فضلًا عن الذهب وغيرها من المواد الخام الأساسية، وكذلك القبول العالمي بين الدول والمستثمرين في العالم بسبب الثقة التي تحيط بالاقتصاد الأمريكي.
وتهدف الدول من خلال الربط إلى الاعتماد على نظام سعر ثابت لتحقيق الاستقرار السعري في الاقتصاد؛ لأن سعر الصرف المستقر يسمح بالتحكم في التضخم والمستوى العام للأسعار، سواء كان هذا الربط بالدولار أو اليورو أو غيره من العملات.
ما هي سلة عملات الاحتياط التابعة للصندوق النقد الدولي؟
تعرف عملة الاحتياط بأنها العملة التي يتم الاحتفاظ بكميات كبيرة منها من قبل الحكومات أو المؤسسات المالية كجزء من احتياطيها للنقد الأجنبي، ويتم استخدام عملات الاحتياط في المعاملات الدولية.
وهي تعتبر بمثابة الملاذ الآمن للعملة الصعبة، ويمكن لمواطني الدولة التي تنتج إحدى عملات الاحتياط شراء الواردات والاستيراد والاقتراض عبر الحدود بكمية أكثر وبتكلفة أقل من مواطني دول العالم الآخر؛ وذلك لأن هناك طلب على هذه العملة.
ما هي العلاقة بين الرفاهية وقيمة العملة؟
بالطبع كلما ارتفعت قيمة العملة زادت رفاهية حاملي هذه العملة، لكن الأمر لا يتوقف على سعر صرف العملة وفقط، ولكن الأمر مرتبط أكثر بالقوة الشرائية، وهي كمية السلع والخدمات التي يكون بمقدور فرد ما أن يشتريها بواسطة دخله المُتاح من عملة بلاده خلال مدة زمنية، وهي تُقاس بشكل عام من خلال نصيب الفرد من إجمالي الدخل المُتاح الحقيقي بعد خصم التضخم داخل البلد، والمستوى العام للأسعار.
ذات صلة: